كشفت تقارير صحفية إسبانية أن النجم الواعد لامين جمال سيوقع على عقده الجديد مع نادي برشلونة بمجرد بلوغه سن الثامنة عشرة في شهر يوليو المقبل، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تأمين استمراريته داخل الفريق الكتالوني حتى عام 2030، وسط اهتمام واسع من كبار الأندية الأوروبية بموهبته المتصاعدة.

 

الاتفاق بين الطرفين تم بشكل نهائي، وسيحصل جمال بموجبه على راتب كبير يعكس مكانته المتنامية في صفوف الفريق الأول.

 

فرغم القيود المالية الصارمة التي يعاني منها برشلونة نتيجة الوضع الاقتصادي للنادي، إلا أن إدارة خوان لابورتا اعتبرت هذا التجديد أولوية قصوى في خطتها للحفاظ على أهم عناصر مشروع المستقبل.

 

لامين جمال، الذي فرض نفسه كلاعب أساسي في تشكيلة الفريق رغم صغر سنه، يمثل أحد أهم أعمدة المشروع الرياضي الجديد لبرشلونة، وقدم هذا الموسم مستويات مذهلة في الليغا ودوري أبطال أوروبا.

 

إمكانياته الفردية، وهدوؤه تحت الضغط، وسرعته في اتخاذ القرار، جعلت منه لاعبًا لا غنى عنه في كتيبة تشافي هيرنانديز.

 

الصفقة كانت ممكنة بفضل قانون أقرته رابطة الليغا يمنح الأندية مساحة أكبر في تسجيل العقود الجديدة، حتى في ظل الظروف المالية الصعبة، وهو ما استغلته إدارة برشلونة لإدخال العقد الجديد ضمن ميزانية النادي.

 

هذه المرونة منحت النادي القدرة على مكافأة اللاعب دون الإخلال بالتزاماته تجاه قواعد اللعب المالي النظيف.

 

ويمثل الحفاظ على خدمات جمال حتى عام 2030 نجاحًا كبيرًا لإدارة لابورتا، خاصة في ظل ما يدفعه منافسو برشلونة من مبالغ طائلة لاستقطاب المواهب الشابة.

 

فبدلاً من دخول سباق محموم مع أندية أوروبية مثل مانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان أو حتى ريال مدريد، فضّل النادي تأمين جوهرته مبكرًا، بعقد طويل الأمد ومزايا مالية مشجعة.

 

كما أن توقيت الإعلان عن الصفقة يحمل دلالة خاصة، إذ يأتي في وقت يحتاج فيه النادي إلى تعزيز ثقة الجماهير بمشروعه الرياضي، وإظهار قدرته على الاحتفاظ بأفضل مواهبه في مواجهة المغريات الخارجية.

 

وتُعد هذه الخطوة رسالة واضحة على أن برشلونة يخطط لبناء فريق تنافسي طويل الأمد، تكون فيه المواهب الشابة مثل لامين جمال حجر الأساس.

 

فالمشروع لا يقتصر على أسماء مخضرمة، بل يرتكز على تطوير الجيل الجديد ودمجه في منظومة تتسم بالاستقرار الفني والإداري.

 

الشارع الكتالوني استقبل هذه الأنباء بارتياح كبير، فلامين جمال يُنظر إليه ليس فقط كموهبة صاعدة، بل كقائد مستقبلي للفريق، يمكنه أن يعيد للأذهان أسماء أسطورية بدأت من الأكاديمية، مثل ميسي وإنييستا وتشافي.

 

الرهان على جمال هو استثمار بعيد المدى، يعكس توجهًا عقلانيًا لإدارة برشلونة في زمن تتغير فيه أسعار السوق بسرعة.

 

وبذلك، يكون النادي قد نجح في واحدة من أهم خطواته الاستراتيجية نحو استعادة المجد المحلي والقاري في السنوات المقبلة.