أشعلت تصريحات راؤول فوينتيس، الصحفي في "راديو ماركا"، الأجواء قبل الكلاسيكو المنتظر بين ريال مدريد وبرشلونة، بعدما كشف أن المدرب الألماني هانز فليك، المرشح لقيادة برشلونة مستقبلاً، طالب الجهاز الفني الحالي بإشراك الظهير الأيسر إليخاندرو بالدي في التشكيلة الأساسية، في حال كان لائقًا بنسبة 80 إلى 90% بعد تعافيه من الإصابة.

 

هذه الدعوة تعكس حجم الرهان على هذه المواجهة، التي يعتبرها هانز فليك وفق فوينتيس نقطة الحسم في سباق الليغا لهذا الموسم.

 

المدرب الألماني هانز فليك يرى أن وجود بالدي سيمنح برشلونة قوة إضافية في الجبهة اليسرى، سواء دفاعيًا أو في دعم الهجمات، خاصة مع معرفته الكاملة بأسلوب لعب الفريق وارتباطه بالمنظومة التكتيكية.

 

برشلونة من جانبه يدرك تمامًا أهمية هذه المباراة، ليس فقط من حيث النقاط، بل لكونها قد تكون مفتاح التتويج باللقب.

 

الفوز على ريال مدريد في هذا التوقيت ومع تبقي أربع جولات فقط سيعني عمليًا وضع يدٍ على الكأس، وتوسيع الفارق إلى سبع نقاط سيكون شبه حاسم في سباق اللقب.

 

ويحتل برشلونة حاليًا صدارة الترتيب بفارق أربع نقاط عن أقرب ملاحقيه، وهو ما يمنحه أفضلية نسبية، لكن الكلاسيكو سيحسم بشكل كبير شكل المنافسة في الجولات المتبقية.

 

ولذلك، فإن التشكيلة التي سيعتمدها المدرب الحالي تشافي هيرنانديز ستكون تحت المجهر، وخصوصًا قرار إشراك بالدي من عدمه.

 

بالدي، العائد من الإصابة، يُعد أحد أبرز العناصر الدفاعية في برشلونة هذا الموسم. يتميز بسرعته العالية، وقدرته على إغلاق الجبهة اليسرى، إلى جانب مساهماته الهجومية المتكررة.

 

مشاركته من البداية، حتى وإن لم يكن في كامل لياقته، قد تُعطي برشلونة توازنًا مهمًا في مواجهة فريق يمتلك قوة هجومية بحجم ريال مدريد.

 

ويبدو أن فليك، رغم عدم تسلمه مهام تدريب الفريق رسميًا حتى الآن، بدأ بالفعل في التأثير على بعض القرارات الفنية، أو على الأقل طرح رؤيته لما يراه مناسبًا للفريق في هذه المرحلة.

 

وهذا التداخل يعكس جدية التفاوض بين الطرفين، واستعداد الإدارة الكتالونية لمرحلة جديدة قد تبدأ مع نهاية الموسم.

 

برشلونة يدخل اللقاء بمعنويات عالية وثقة نابعة من سلسلة نتائج إيجابية في الأسابيع الأخيرة، لكنه يدرك أن الكلاسيكو يختلف عن أي مباراة أخرى.

 

ففي مثل هذه المواجهات، تلعب التفاصيل الصغيرة دورًا كبيرًا، وقد يكون قرار إشراك لاعب غير مكتمل الجاهزية أحد هذه التفاصيل الفاصلة.

 

وفي ظل الضغط الجماهيري والإعلامي المحيط بالمباراة، سيكون الجهاز الفني مطالبًا باتخاذ القرار الأنسب، سواء بمشاركة بالدي من البداية أو الاعتماد عليه كورقة رابحة من على دكة البدلاء، بما يضمن أفضل توازن ممكن خلال التسعين دقيقة.

 

الكلاسيكو المرتقب لن يكون مجرد صراع تقليدي بين الغريمين، بل اختبار حقيقي لحسم مصير الليغا، وفرصة لبرشلونة ليؤكد سيطرته، أو لريال مدريد ليعيد الأمل لنفسه في الرمق الأخير.