في خطوة تعكس حجم التوتر داخل أروقة نادي النصر، أكد الإعلامي الرياضي عبدالرحمن الحميدي أن المدير التنفيذي للنادي، رائد إسماعيل، قرر تقديم استقالته رسميًا من منصبه، على أن تدخل حيز التنفيذ مع نهاية الموسم الكروي الحالي.
وجاء هذا القرار بعد تصاعد حدة الانتقادات الموجهة إليه من قبل جماهير النصر، التي أعربت عن استيائها من الأداء العام للفريق خلال الموسم، وغياب الإنجازات التي كانت منتظرة في ظل التعاقدات الكبيرة والطموحات العالية التي رافقت النادي منذ انطلاق الموسم الرياضي.
ورغم الجهود الإدارية والمالية الكبيرة التي بذلتها إدارة النصر، إلا أن الفريق لم يتمكن من التتويج بأي لقب رسمي.
فقد اكتفى بالتواجد في المركز الرابع في سلم ترتيب دوري روشن السعودي، كما ودع بطولة كأس الملك وخسر بطولتي السوبر السعودي والنخبة الآسيوية، وهو ما زاد من حدة الغضب الجماهيري تجاه الإدارة.
توقيت إعلان الاستقالة جاء بعد الهزيمة القاسية التي تلقاها الفريق أمام الاتحاد في مباراة الكلاسيكو التي أُقيمت على ملعب الأول بارك، وانتهت بخسارة النصر بنتيجة 3-2.
هذه الخسارة لم تكن مجرد نتيجة على مستوى النقاط، بل اعتبرت ضربة قوية للهيبة المعنوية للنادي، وزادت من الضغوط على المسؤولين في النادي، وعلى رأسهم رائد إسماعيل.
ويُعتبر إسماعيل من الشخصيات التي كان يُعول عليها في مشروع إعادة النصر إلى منصات التتويج محليًا وقاريًا، خاصة بعد التغييرات الإدارية والفنية التي شهدها النادي في المواسم الأخيرة.
إلا أن فشل الفريق في تحقيق تطلعات الجماهير، وتذبذب نتائجه أمام الفرق الكبرى، أضعف من موقعه داخل المنظومة الإدارية، ومهد الطريق نحو استقالته.
ورغم أن استقالته لم تُعلن رسميًا من قبل إدارة النادي حتى الآن، فإن التأكيد الإعلامي من مصادر موثوقة مثل الحميدي يشير إلى أن القرار بات شبه محسوم، في انتظار الإعلان الرسمي مع نهاية الموسم.
وتفتح هذه الخطوة باب التساؤلات حول مستقبل الإدارة النصراوية، خاصة مع اقتراب فترة التحضيرات للموسم المقبل، وضرورة اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بالجهاز الفني، والتعاقدات الجديدة، ومعالجة الثغرات التي ظهرت بشكل واضح خلال الموسم الجاري.
جماهير النصر، التي لا ترضى إلا بالمنافسة على الألقاب، تنتظر من الإدارة القادمة أو المتبقية أن تقدم خطة واضحة لإعادة الفريق إلى موقعه الطبيعي في مقدمة الفرق السعودية والآسيوية، وسط منافسة شرسة من أندية مثل الهلال والاتحاد والأهلي، التي عززت صفوفها بشكل كبير وحققت نتائج ملموسة.
ويبقى رحيل رائد إسماعيل لحظة فارقة في مسار نادي النصر هذا الموسم، إذ يعكس حجم الإحباط من النتائج، ويؤشر إلى احتمالية دخول النادي في مرحلة جديدة من إعادة الهيكلة الإدارية والفنية، بهدف استعادة التوازن وتصحيح المسار قبل انطلاق الموسم الجديد.