شهدت البورصة المصرية تراجعا جماعيا حادا في مؤشراتها الرئيسية في مستهل تعاملات اليوم الأحد، مما يعكس حالة من القلق والترقب تسود أوساط المستثمرين. وجاء هذا التراجع بعد سلسلة من التقلبات التي شهدتها البورصة خلال الفترة الماضية، وبعد جلسة تداول الخميس الماضي التي اختتمت أيضا بتراجع ملحوظ. يثير هذا الهبوط المفاجئ تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراءه، وتأثيره المحتمل على الاقتصاد المصري بشكل عام.

 

هبط مؤشر "إيجي إكس 30" بنسبة 5.02% ليصل إلى مستوى 30880 نقطة، وهو المؤشر الرئيسي الذي يقيس أداء أكبر 30 شركة مقيدة في البورصة. كما تراجع مؤشر "إيجي إكس 30 محدد الأوزان" بنسبة 5.22% مسجلا 38445 نقطة. ولم يكن مؤشر "إيجي إكس 30 للعائد الكلي" بمنأى عن هذا التراجع، حيث انخفض بنسبة 4.77% ليصل إلى 13902 نقطة. تعكس هذه النسب المئوية مدى عمق الخسائر التي تكبدتها الشركات الكبرى في بداية تعاملات اليوم.

 

لم يقتصر التراجع على الشركات الكبرى فقط، بل امتد ليشمل الشركات المتوسطة والصغيرة. تراجع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة "إيجي إكس 70 متساوى الأوزان" بنسبة 5.99% ليصل إلى 9030 نقطة، بينما هبط مؤشر "إيجى إكس 100 متساوى الأوزان" بنسبة 5.67% مسجلا 12328 نقطة. يشير هذا إلى أن التراجع كان شاملا ولم يستثن أي قطاع من قطاعات السوق، مما يزيد من المخاوف بشأن استمرار هذا الاتجاه في الجلسات القادمة.

 

يذكر أن مؤشرات البورصة المصرية واصلت تراجعها بشكل جماعي في ختام تعاملات الخميس الماضي، آخر جلسات الأسبوع، حيث سجل رأس المال السوقى نحو 2.296 تريليون جنيه، لتخسر البورصة نحو 36 مليار جنيه. وخلال جلسة الخميس، هبط مؤشر "إيجي إكس 30" بنسبة 1.29% عند مستوى 32511 نقطة، وتراجع مؤشر "إيجي إكس 30 محدد الأوزان" بنسبة 1.29% عند مستوى 40563 نقطة، وتراجع مؤشر "إيجي إكس 30 للعائد الكلي" بنسبة 1.28% عند مستوى 14572 نقطة. كما تراجع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة "إيجي إكس 70 متساوى الأوزان" بنسبة 1.55% عند مستوى 9605 نقاط، وهبط مؤشر "إيجى إكس 100 متساوى الأوزان"، بنسبة 2.31% عند مستوى 13070 نقطة.

 

 

يراقب الخبراء والمحللون الاقتصاديون عن كثب تطورات الأوضاع في البورصة المصرية، محاولين تحديد الأسباب الرئيسية وراء هذا التراجع الحاد. من بين العوامل المحتملة، تزايد المخاوف بشأن الأوضاع الاقتصادية العالمية، وارتفاع معدلات التضخم، وتأثيرات الأزمات الجيوسياسية على الأسواق الناشئة. من المتوقع أن تشهد البورصة المصرية مزيدا من التقلبات في الفترة القادمة، في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية.