السوق السعودي كان من بين الأكثر تضرراً، حيث انخفض مؤشره الرئيسي بنسبة 2.18%، أي ما يعادل 236 نقطة، ليصل إلى مستوى 10618 نقطة. وبلغت قيم التداول في السوق السعودي 6 مليارات ريال. أما في بورصة الكويت، فقد سجل مؤشر سوق الكويت 50 انخفاضًا حادًا بنسبة 4.61%، أي ما يعادل 325 نقطة، بقيم تداول تجاوزت 40 مليون دينار كويتي. ويعكس هذا الأداء السلبي القلق المتزايد لدى المستثمرين من تداعيات الصراع المتصاعد بين طهران وتل أبيب على الاقتصاد الإقليمي.

 

وقالت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد حالة من الاضطراب الشديد بسبب التصعيد الجيوسياسي المستمر. وأضافت:

"لم تتعافَ الأسواق بعد من تأثيرات العدوان على غزة، حتى تفاقم الوضع بين إسرائيل وإيران. وبالطبع، فإن أسواق المال هي الأكثر تضررًا، ليس فقط في المنطقة العربية، بل في العالم أجمع."

وأشارت رمسيس إلى أن الأسواق الخليجية تأثرت بشكل خاص بسبب قربها الجغرافي من مناطق الصراع واعتمادها الكبير على استقرار المنطقة لنمو اقتصاداتها.

 

 

وعلى صعيد أداء البورصات الخليجية خلال الأسبوع الماضي، سجلت معظم الأسواق تراجعات ملحوظة. ففي المملكة العربية السعودية، انخفض المؤشر بنسبة 1.5% خلال الأسبوع الذي اقتصر على جلستين فقط بسبب عطلة العيد. وفي الكويت، تراجع مؤشر الكويت الأول بنسبة 1.4% في جلسة نهاية الأسبوع، مسجلاً أكبر خسارة يومية في شهرين. أما في بورصة قطر، فقد انخفض المؤشر بنسبة 0.8% في جلسة الخميس. وفي الإمارات العربية المتحدة، تراجع مؤشر فوتسي أبوظبي بنحو 1.1%، بينما انخفض المؤشر العام لسوق دبي بنسبة 2.3%.

 

 

ويرى محللون أن استمرار التصعيد بين إيران وإسرائيل سيؤدي إلى مزيد من الضغوط على الأسواق الخليجية. ومع ذلك، يشير البعض إلى أن تدخل الصناديق السيادية قد يساعد في استقرار الأسواق واقتناص الفرص الاستثمارية بعد أن وصلت العديد من الأسهم إلى نقاط دعم رئيسية. يبقى السؤال المطروح هو: هل ستتمكن الأسواق الخليجية من استيعاب الصدمة الجيوسياسية الحالية، أم أننا سنشهد المزيد من التراجعات في الأيام القادمة؟