في واقعة مثيرة تشبه أحداث المسلسلات الدرامية، كشفت محافظة الأقصر مفاجآت عن جريمة تنقيب سرية عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل، حيث استغل مقاول أعمال تطوير مجانية كغطاء لتنفيذ مخططه بالتعاون مع آخرين في محاولة للعثور على كنوز مزعومة أخبرهم بها معالج روحاني، ليتم حفر نفق بعمق 5 أمتار وسرداب طوله 9 أمتار في منطقة حيوية بالقرب من طريق الكباش، ما أدى إلى حدوث هبوط أرضي فضح المخطط بالكامل، وأثار جدلًا واسعًا حول مسؤوليات الجهات المعنية ومدى التورط الإداري في السماح بهذا الأمر دون رقابة حقيقية.

البداية.. عرض مغرٍ يكشف المخطط الخفي

بدأت القصة عندما تقدم مقاول من أسوان بعرض تجديد مجاني لقصر ثقافة الطفل بالأقصر مقابل وضع لافتات دعائية باسمه
تمت الموافقة عليه شفهيًا من مسؤولي إقليم جنوب الصعيد الثقافي
ثم تم إرسال المخاطبات للهيئة العامة لقصور الثقافة التي وافقت بدورها على العرض
بدأت أعمال التطوير في 25 فبراير وكان من المقرر الانتهاء منها في الأول من يونيو
لكن في 31 مايو تم رصد هبوط أرضي كشف عن وجود نفق وسرداب أسفل القصر

موقع حساس وسيناريو مكرر منذ 2011

شهدت نفس المنطقة واقعة مشابهة عام 2011 إبان ثورة يناير
تم الحفر وقتها أسفل منزل بغرض البحث عن تمثال ذهبي وكنوز مرتبطة بطريق الكباش
أكد أحد أبناء المنطقة أن هناك اعتقاد سائد بوجود غرفة أثرية مليئة بالكنوز في نفس الموقع

تفاصيل النفق المكتشف

وصل عمق النفق إلى 5 أمتار وامتد السرداب لمسافة 9 أمتار باتجاه طريق الكباش
تم إخفاء مدخل السرداب بواسطة ثلاثة أبواب خشبية
اكتشفت لجنة الآثار أدوات حفر وشواهد أثرية مثل أمفورة وأحجار تعود للعصرين اليوناني والروماني
يبعد موقع الحفر حوالي 100 إلى 300 متر فقط من طريق الكباش الشهير

تحركات فورية وزيارات رسمية

في 1 يونيو زار وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو الموقع برفقة محافظ الأقصر
شاهدوا النفق وتلال الرديم والأبواب الخشبية التي كانت تخفي الحفر
تم فتح تحقيقات عاجلة من النيابة العامة والإدارية بمرافقة لجان أثرية
تقرر حبس 5 من العاملين بشركة المقاولات وتجديد حبسهم 15 يوماً لاستكمال التحقيقات

إحالة مسؤولين للتحقيق

أمر وزير الثقافة بإحالة مجموعة كبيرة من المسؤولين للتحقيق
شملت القائمة رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي السابق والحالي
إلى جانب مدير فرع الأقصر ومديري قصر الثقافة وبيت ثقافة الطفل ومسؤولي الأمن والصيانة
كما تم تسليم ملفات كاملة من وزارة الثقافة تتضمن المخاطبات الرسمية في الواقعة
مفاجآت قضية التنقيب أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر فتحت أبواب التساؤلات حول غياب الرقابة ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال، ورغم أن الحادثة انتهت بإحباط المخطط وضبط المتورطين، إلا أن استمرار تكرار هذه الوقائع في نفس المنطقة يعكس خطورة ترك مثل هذه المواقع التاريخية دون إشراف دقيق، الأمر الذي يستوجب وقفة حقيقية لضمان حماية التراث المصري من عبث الطامعين.