أثارت تصريحات أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عاصفة من الجدل السياسي والإعلامي في أعقاب إعلانه عن قيام إسرائيل بتسليح عصابات في قطاع غزة، بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد ردّت حركة حماس على هذه التصريحات معتبرة أنها تكشف حقيقة دامغة تثبت تورط جيش الاحتلال في تشكيل ميليشيات مسلحة داخل القطاع لخلق الفوضى، ما يمثل خطرًا أمنيًا وإنسانيًا كبيرًا على الشعب الفلسطيني، في هذا المقال نرصد تفاصيل تصريحات ليبرمان، وردّ حماس، وانعكاس ذلك على الوضع الداخلي في غزة.

تصريح ليبرمان المثير للجدل

في مقابلة تلفزيونية عبر القناة الإسرائيلية الثانية، صرّح أفيغدور ليبرمان بما يلي:

  • إن الحكومة الإسرائيلية تقوم بتسليح عائلات مجرمين في قطاع غزة

  • أن هذا التسليح يجري بموافقة مباشرة من بنيامين نتنياهو

  • أن الهدف هو ضرب سيطرة حماس وزعزعة استقرار حكمها في غزة

  • أن هناك تنسيقًا بين مؤسسات أمنية إسرائيلية وهذه العصابات المسلحة

موقف حركة حماس من التصريحات

جاء رد حركة حماس واضحًا وقويًا، حيث أشارت الحركة إلى أن هذه التصريحات تؤكد شكوكًا كانت تتردد منذ أشهر حول دور إسرائيلي في دعم الفوضى داخل القطاع، ومن أبرز ما جاء في بيان حماس:

  • أن جيش الاحتلال لا يكتفي بالقصف والقتل بل يدير أيضًا عمليات سرقة وتجويع

  • أن هناك عصابات تعمل لصالح الاحتلال وتنهب المساعدات وتفتعل الأزمات

  • أن هذه المجموعات تتحرك تحت إشراف أمني صهيوني مباشر

  • أن الهدف هو كسر إرادة الشعب الفلسطيني والتأثير على بيئة المقاومة

دعوة حماس للمجتمع الفلسطيني

طالبت حماس الشعب الفلسطيني ومؤسساته المجتمعية بالتصدي لهذه العصابات والتحرك لحماية النسيج الوطني من مخاطرها، وقد تضمّن البيان عدة توصيات مهمة:

  • ضرورة الحذر من هذه العصابات العميلة وفضح دورها التخريبي

  • رفع الغطاء المجتمعي عن هذه المجموعات ومقاطعتها بالكامل

  • التعاون مع الجهات الأمنية واللجان الشعبية لملاحقتها

  • محاسبة المتورطين في التنسيق مع الاحتلال ومعاقبتهم قانونيًا وشعبيًا

دلالات التصريح وتوقيته

تصريحات ليبرمان لم تأتِ في فراغ بل تزامنت مع تصاعد الخلافات السياسية في إسرائيل حول كيفية إدارة الحرب في غزة، وتشير إلى:

  • وجود صراع داخلي حول دور الأجهزة الأمنية في توجيه الميدان

  • احتمال استخدام أدوات غير تقليدية لضرب وحدة المجتمع الغزّي

  • سعي بعض الأطراف لتبرير الفشل العسكري عبر اتهام الحكومة بخطط فوضوية

  • رغبة ليبرمان في إحراج نتنياهو داخليًا ودوليًا من خلال هذا الاعتراف

تبرز تصريحات ليبرمان والرد القوي من حماس مدى تعقيد المشهد في غزة وعمق الصراع الذي يتجاوز القتال المباشر إلى أساليب التفكيك الداخلي والتلاعب المجتمعي، وتدعو المرحلة الحالية إلى وعي شعبي حقيقي وتكاتف وطني للتصدي لهذه المخططات، فحماية الجبهة الداخلية باتت واجبًا وطنيًا لا يقل أهمية عن مقاومة الاحتلال عسكريًا، والمواجهة الآن تشمل مواجهة أدوات الاحتلال المزروعة في الداخل بنفس الحزم والإرادة.