في تصريح صادم يعكس حجم الخطر المتصاعد، حذّر الدكتور جمال شعبان، استشاري أمراض القلب والعميد السابق لمعهد القلب القومي، من تنامي ظاهرة التدخين بين الأطفال في مصر، مشيرًا إلى أرقام مفزعة تؤكد تفشي هذه العادة القاتلة في أعمار مبكرة بشكل ينذر بكارثة صحية مستقبلية تهدد المجتمع بأكمله.
تفاصيل التصريحات
خلال برنامجه التوعوي «قلبك مع جمال شعبان»، أكد الدكتور شعبان أن معدلات التدخين في مصر بلغت مستويات خطيرة، ليس فقط بين البالغين، بل شملت الأطفال أيضًا، إذ تشير الإحصاءات الحديثة إلى وجود نصف مليون طفل مدخن تحت سن 15 عامًا، بينهم أكثر من 70 ألف طفل في المرحلة الابتدائية، أي أقل من 10 سنوات. هذه الأرقام تثير القلق وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتكاتف الجهود المجتمعية والرسمية لمواجهة هذه الظاهرة.
السجائر الإلكترونية ليست بديلاً آمناً
أكد الدكتور جمال شعبان أن الاعتقاد السائد لدى بعض الشباب بأن السجائر الإلكترونية أو "الڤيب" أكثر أمانًا هو أمر خاطئ تمامًا، موضحًا أن مكونات السيجارة التقليدية موجودة أيضًا في السجائر الإلكترونية، بل قد تكون أشد ضررًا على صحة الرئة والقلب بسبب المواد الكيميائية المستخدمة فيها، وبعضها لم تُدرس آثاره على المدى الطويل بعد.
خطر يهدد الصحة العامة
شدد الدكتور شعبان على أن التدخين بجميع أشكاله يظل سببًا رئيسيًا لأمراض القلب والسرطان ومشكلات الجهاز التنفسي، لافتًا إلى أن شريحة كبيرة من الشعب المصري باتت تعاني من إدمان هذه العادة القاتلة. وأكد ضرورة التوعية المستمرة بمخاطر التدخين، خصوصًا بين الفئات العمرية الصغيرة، لحمايتهم من الوقوع في هذا الفخ في سن مبكرة.
دعوة للتحرك السريع
ودعا الدكتور جمال شعبان الجهات المعنية إلى ضرورة وضع حد لهذه الظاهرة من خلال سنّ قوانين رادعة تحظر بيع منتجات التبغ والسجائر الإلكترونية للأطفال، إلى جانب تنفيذ حملات توعية واسعة في المدارس وأماكن تجمع الشباب. كما ناشد أولياء الأمور بتحمل مسؤولياتهم في مراقبة سلوك أبنائهم وتقديم التوعية المستمرة لهم حول مخاطر التدخين وآثاره المدمرة.
التقرير الذي عرضه الدكتور جمال شعبان 70 ألف طفل أقل من 10 سنوات مدخنون في مصر ليس مجرد تحذير طبي، بل ناقوس خطر حقيقي يستوجب استجابة عاجلة من الدولة والمجتمع المدني والأسر، حتى لا نصحو مستقبلاً على جيل يعاني من أمراض مزمنة بدأت جذورها في الطفولة بسبب الاستهانة بمخاطر التدخين المبكر.