مع حلول موسم الحج واقتراب يوم عرفة، يواجه الحجاج من أصحاب الأمراض المزمنة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى تحديات صحية إضافية، خصوصًا في ظل توقعات بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة خلال هذا اليوم المقدس.

 

لذا تبرز الحاجة الماسة إلى اتباع إرشادات صحية دقيقة لضمان سلامتهم أثناء أداء المناسك.

 

يُعدّ الحرص على حمل الأدوية الخاصة بالحالة المرضية من أولى الخطوات الأساسية للحاج المريض، حيث ينبغي أن يحتفظ الحاج بكميات كافية من الأدوية في حقيبته الشخصية، مع الالتزام التام بتناولها في مواعيدها المحددة وفق تعليمات الطبيب المعالج.

 

وينصح أيضًا بأخذ نسخة ورقية أو إلكترونية من الوصفة الطبية تحسبًا لأي طارئ.

 

كما أن التعرض المباشر لأشعة الشمس يمثل خطورة على صحة هؤلاء الحجاج، خاصة مع درجات الحرارة العالية المتوقعة في صعيد عرفات.

 

لذلك يُوصى بارتداء قبعات واسعة الحواف ونظارات شمسية طبية لحماية العينين والبشرة من الأشعة فوق البنفسجية.

 

كما يمكن استخدام مناشف مبللة بالماء البارد لترطيب الوجه والرقبة، مما يساعد في تخفيف الشعور بالإجهاد الحراري والوقاية من ضربة الشمس.

 

ولا تقل أهمية ترطيب الجسم عن باقي التدابير، إذ يجب أن يحافظ الحاج على شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل الطبيعية طوال اليوم، خاصة في فترات النهار، لتفادي خطر الجفاف الذي يُعد من أبرز مسببات المضاعفات لدى مرضى الضغط والسكري، حيث يمكن أن يؤدي الجفاف إلى انخفاض مفاجئ في الضغط أو ارتفاع شديد في نسبة السكر.

 

من الضروري أيضًا أن يسعى أصحاب الأمراض المزمنة إلى الجلوس في الأماكن المظللة قدر الإمكان، والابتعاد عن المناطق المفتوحة التي تتعرض لأشعة الشمس المباشرة.

 

وتُعد هذه الخطوة جوهرية للحفاظ على توازن الجسم وتقليل التعرض للإرهاق أو أي انتكاسات صحية مفاجئة.

 

وبالنسبة للتغذية، فيُفضل التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالماء مثل الخضروات والفاكهة الطازجة، والابتعاد عن الوجبات السريعة أو المعلبة التي قد تحتوي على نسب عالية من الصوديوم أو الدهون غير الصحية.

 

وتُسهم هذه الأغذية الطبيعية في دعم الجسم خلال درجات الحرارة المرتفعة وتعويض السوائل المفقودة.

 

من جانب آخر، يُعد اختيار الحذاء أمرًا بالغ الأهمية، خاصة بالنسبة لمرضى السكري واعتلال الأعصاب الطرفية، إذ يجب ارتداء أحذية طبية مريحة ذات جودة جيدة توفر دعمًا كافيًا للقدم وتقلل من فرص الإصابة بالجروح أو البثور، ما يسهل أداء المناسك دون معاناة.

 

في المجمل، فإن التزام مرضى الأمراض المزمنة بهذه التوصيات يُمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في تجربتهم خلال يوم عرفة، حيث تتيح لهم ممارسة الشعائر بأمان وطمأنينة بعيدًا عن أي مخاطر صحية محتملة.

 

وتبقى الوقاية والحرص على متابعة الحالة الصحية باستمرار مفتاحًا رئيسيًا لأداء مناسك الحج بسلاسة وأمان.