أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في المملكة العربية السعودية عن ارتفاع متوقع في درجات الحرارة يوم وقفة عرفة، الموافق التاسع من شهر ذي الحجة 1446هـ، وهو اليوم الذي يقف فيه حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات، في واحد من أعظم شعائر الحج هذا التحذير الجوي يأتي في ظل الظروف المناخية القاسية التي قد يشهدها المشعر، ما يستوجب استعدادًا صحيًا وبدنيًا خاصًا لتفادي آثار الحرارة الشديدة.
ارتفاع الحرارة في يوم عرفة وتحذيرات الأرصاد: كيف نقي أنفسنا من الإجهاد الحراري وضربة الشمس؟
في مثل هذا المناخ الحار، تزداد حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، خاصة بين الفئات المعرضة أكثر للخطر، مثل الأطفال، كبار السن، أصحاب الأمراض المزمنة، والحجاج الذين يجهدون أنفسهم دون راحة كافية أو ترطيب مستمر ولذلك، من المهم التعرف على أنواع الأمراض المرتبطة بالحرارة، وأعراضها، وكيفية الوقاية منها والإسعافات الأولية المطلوبة عند حدوثها.
ما هي الأمراض المرتبطة بالحرارة؟
تشمل الأمراض الناتجة عن التعرض المفرط للحرارة والرطوبة، وخاصة عند ممارسة نشاط بدني مكثف، ما يلي:
تقلصات الحرارة (Heat Cramps)
وهي أبسط أنواع هذه الحالات، تحدث عادة بعد التمارين أو النشاط البدني الشديد، بسبب فقدان الأملاح نتيجة التعرق، وتتميز بتشنجات عضلية .
الإجهاد الحراري (Heat Exhaustion)
هو أكثر خطورة من التقلصات، ويحدث عندما يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل والأملاح دون تعويض كافٍ. يشمل أعراض مثل التعرق الشديد، التعب، الدوخة، والقيء، وإذا لم يُعالج، قد يتطور إلى ضربة شمس.
ضربة الشمس (Heat Stroke
وهي أخطر حالات الإجهاد الحراري، وتحدث عندما يفشل الجسم في التحكم بدرجة حرارته. هذه الحالة تُعد طارئة وتهدد الحياة وتتطلب علاجًا طبيًا فوريًا.
أعراض ضربة الشمس
- ارتفاع حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية
- الجلد دافئ وجاف (غياب التعرق رغم الحرارة)
- نبض سريع
- صداع وغثيان وقيء
- ارتباك أو فقدان الوعي
- إمكانية حدوث نوبات أو غيبوبة
ماذا تفعل إذا ظهرت أعراض ضربة الشمس؟
- التحرك فورًا إلى مكان مظلل أو مكيف
- الاتصال بالطوارئ فورًا، لأن التأخير في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة
- تبريد الجسم سريعًا: بخلع الملابس الزائدة، وتبليل الجلد بالماء البارد، ووضع كمادات أو أكياس ثلج على الفخذين وتحت الإبطين
- تقديم الماء البارد (إذا كان الشخص واعيًا وقادرًا على الشرب)
- عدم استخدام الثلج مباشرة على الجسم لفترات طويلة دون رقابة طبية
كيف نقي أنفسنا من ضربة الشمس؟
مع الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة أثناء يوم عرفة، يجب على الحجاج والمرافقين والمشاركين في الأنشطة الخارجية الالتزام بالإرشادات التالية:
- الإكثار من شرب السوائل، حتى دون الإحساس بالعطش. الماء والمشروبات الرياضية (غير المحتوية على كافيين) تساعد على تعويض الأملاح المفقودة.
- الابتعاد عن المشروبات المدرة للبول، مثل القهوة، الشاي، والمشروبات الغازية المحتوية على الكافيين.
- ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة وفاتحة اللون تساعد الجسم على التنفس والتبريد.
- استخدام واقي الشمس بعامل حماية لا يقل عن 15، لحماية البشرة من الحروق الشمسية.
- ارتداء قبعة واسعة ونظارات شمسية واستخدام مظلة أثناء التحرك تحت الشمس.
- أخذ فترات راحة منتظمة في الظل أو في أماكن مكيفة، وخاصة بين مناسك الحج المختلفة.
- توفير بخاخات مياه أو رشاشات صغيرة لترطيب الوجه والرقبة باستمرار.
- تجنب المجهود الزائد في ساعات الذروة، أي من الساعة 11 صباحًا وحتى 3 مساءً.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
- الأطفال وكبار السن
- مرضى السكري والقلب والضغط
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة
- من يتناولون أدوية تؤثر على التعرق أو تنظيم حرارة الجسم
- من لا يعتادون على الطقس الحار
في خضم الاستعدادات الروحية والبدنية لهذا اليوم العظيم، لا بد من أن يكون الوعي الصحي أولوية، إذ إن سلامة الحجاج هي غاية شرعية ومطلب وطني وإنساني ولهذا فإن اتباع التعليمات الصادرة من الهيئات الرسمية، مثل وزارة الصحة وهيئة الأرصاد، إلى جانب الاهتمام الشخصي بالراحة والترطيب، هو ما يضمن لحجاج بيت الله أداء نسكهم بأمان وطمأنينة.
ويبقى يوم عرفة يومًا مميزًا في قلوب المسلمين، ليس فقط لما فيه من فضل في العبادة، بل لما يحمله من مشاعر إيمانية ورجاء بالمغفرة، ولهذا يجب أن يمر في جو من الطمأنينة والسلامة البدنية والنفسية، ليكون بحق يومًا للعتق والبركة والخير.