أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على الخصوصية الاستثنائية ليوم عرفة، واصفًا إياه بأنه يوم لا يتكرر في الزمان من حيث الشرف والمكانة والرحمة الممتدة، مشيرًا إلى أن هذا اليوم المبارك يختلف عن سائر أيام العام من ناحية ترتيب الزمن الشرعي وعدد لياليه.
الشيخ خالد الجندي: يوم عرفة يومٌ استثنائيّ بليلتين ورحمة ممتدة لا مثيل لها
وخلال ظهوره في حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة DMC، أوضح الشيخ الجندي أن التوقيت الشرعي الإسلامي يبدأ دائمًا من الليل، وليس من النهار، مستشهدًا بقوله تعالى: "سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا"، ما يدل على أن حساب الأيام في الشرع الإسلامي يبدأ من غروب الشمس، وليس من منتصف الليل كما في التوقيت الميلادي.
وبحسب الجندي، فإن الليلة الشرعية لأي يوم تبدأ من مغرب اليوم السابق، مشيرًا إلى مثال عملي وهو ليلة أول رمضان، حيث يصلى المسلمون صلاة التراويح بعد مغرب اليوم الأخير من شعبان، باعتبار أن تلك الليلة تُعد بداية رمضان. وهكذا يُحتسب كل يوم في التقويم الهجري الإسلامي.
أما فيما يخص يوم عرفة، فقد وصفه الجندي بأنه اليوم الوحيد في السنة الذي يملك ليلتين: ليلة قبله، وليلة بعده. أي أن زمن يوم عرفة يمتد من مغرب يوم 8 من ذي الحجة وحتى مغرب يوم 9 ذي الحجة، ما يمنحه اتساعًا زمنيًا فريدًا لا يتكرر في بقية الأيام، ليكون اليوم الأطول في الرحمة والمغفرة والمناجاة.
وبيّن أن هذا الامتداد في الزمان ليس عبثًا، بل لحكمة إلهية، حيث قال: "ده اليوم الوحيد اللى ربنا سبحانه وتعالى مد له الزمان، علشان تتسع رحمته، ويتسع الموقف لكل المستغفرين والمبتهلين، وكل من أدرك هذا اليوم في أي ساعة ليلًا أو نهارًا" أي أن من أدرك هذا اليوم حتى ولو بلحظات من ليله أو نهاره فقد نال الخير، بإذن الله.
وأشار الجندي إلى أن الله سبحانه وتعالى يفاخر بعباده يوم عرفة أمام الملائكة، وهو اليوم الذي يُرجى فيه العفو والمغفرة والعتق من النار. وهو كذلك اليوم الذي جاء فيه الحديث النبوي الشريف: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة" [رواه مسلم].
ولذلك، شدد الشيخ خالد الجندي على أهمية استغلال هذا اليوم بكامله في الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن وصالح الأعمال، لما يحمله من بركة في الزمن، وسعة في الرحمة، وفرصة لا تتكرر في باقي أيام السنة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الفقه في ترتيب الأيام والليالي يساعد المسلم على فهم أعمق للعبادات والسنن، كما يربطه بمواقيت العبادة الصحيحة التي أرساها الإسلام بمنهج واضح ودقيق، قائلاً: "معرفة متى يبدأ اليوم ومتى تنتهي الليلة هو من الفقه الذي يعين على العبادة