أعلن "بيت الزكاة والصدقات المصري"، تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن إطلاق مبادرته السنوية الخيرية "فطارك معانا يوم عرفة"، وذلك للعام الثالث على التوالي. وتهدف هذه المبادرة إلى تقديم وجبات إفطار صائم مجانية للمستحقين والمغتربين وطلاب العلم وعابري السبيل، وذلك بمناسبة يوم عرفة، الذي يُعد من أعظم أيام العام في التقويم الإسلامي. ستُنفَّذ المبادرة هذا العام يوم الخميس الموافق 9 من ذي الحجة 1446هـ، الموافق 5 يونيو 2025م، في رحاب الجامع الأزهر الشريف، الذي يمثل أحد أهم رموز الإسلام والعلم في العالم الإسلامي.

 

بيت الزكاة والصدقات يطلق مبادرة "فطارك معانا يوم عرفة" للعام الثالث على التوالي:

ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن "بيت الزكاة والصدقات"، فإن هذا العام سيشهد توزيع 4000 وجبة إفطار صائم، يتم تجهيزها بإشراف فرق متخصصة لضمان الجودة والتكامل الغذائي وتستهدف المبادرة فئات بعينها تشمل طلاب الأزهر الوافدين من مختلف الجنسيات، والمصريين المغتربين، إلى جانب عابري السبيل والمحيطين بالجامع الأزهر.

 

وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز مبدأ التكافل المجتمعي ونشر قيم الرحمة والتعاون في واحد من أعظم الأيام التي أوصى بها الإسلام، وهو يوم عرفة، لما فيه من أجر عظيم لصائمه، كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده" [رواه مسلم].

 

ويحمل يوم عرفة طابعًا روحانيًا خاصًا، إذ يتقرب فيه المسلمون إلى الله بالصيام والدعاء والعبادات المختلفة، وقد اختار "بيت الزكاة والصدقات" هذا اليوم المبارك ليكون موعدًا لإطلاق المبادرة، لما فيه من فضائل وخيرات تتضاعف فيه الحسنات، ويفتح فيه باب المغفرة والعتق من النار، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة" [رواه مسلم].

 

وفي لفتة إنسانية واجتماعية موسعة، أعلن بيت الزكاة أن المبادرة هذا العام لا تقتصر على تقديم وجبات الإفطار فقط، بل تشمل كذلك توزيع لحوم الصدقات على آلاف الأسر من الفئات الأولى بالرعاية، خاصة في المحافظات الحدودية والمناطق النائية، وذلك قبيل حلول عيد الأضحى المبارك ويأتي هذا الدعم كجزء من جهود البيت لتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية ومساعدة الأسر الفقيرة على استقبال العيد بكرامة وفرح.

 

ويؤكد بيت الزكاة أن جميع هذه الأنشطة تتم وفق تخطيط وتنفيذ دقيقين، يراعى فيهما حفظ كرامة المستفيدين، وتقديم المساعدة بطريقة تحفظ إنسانيتهم، دون تمييز أو إقصاء، مشددًا على أن كل وجبة يتم إعدادها بمعايير صحية وغذائية دقيقة، ما يعكس حرص المؤسسة على تقديم أفضل خدمة للمستفيدين، سواء داخل الجامع الأزهر أو في مناطق أخرى من الجمهورية.

 

ومن خلال هذه المبادرة، يعيد "بيت الزكاة والصدقات" التأكيد على دوره كمؤسسة وطنية تعمل بروح الشريعة الإسلامية وتعاليمها السمحة، وتسعى لتحقيق التكافل المجتمعي العملي، لا بالشعارات، بل بالأفعال والمبادرات الميدانية التي تمس حياة الناس وتلبي احتياجاتهم.

 

كما أن هذه الخطوة تأتي ضمن باقة من الأنشطة الموسمية التي ينفذها البيت في المناسبات الدينية، وتؤكد انخراطه العميق في خدمة المجتمع، ومساعدة الفئات الضعيفة على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة.

 

ويُعد الجامع الأزهر الشريف مسرحًا رمزيًا ومعنويًا هامًا لانطلاق هذه المبادرة، كونه أحد أقدم مساجد العالم الإسلامي، ومنارة للعلم الشرعي ومقصدًا لطلاب العلم من شتى بقاع الأرض ولهذا، فإن تقديم وجبات الإفطار فيه يضفي على المبادرة طابعًا خاصًا، يجمع بين الروحانية والعطاء، في مشهد يُجسد معاني الأخوة والإيثار.

 

وفي ختام البيان، دعا "بيت الزكاة والصدقات" المواطنين والمحبين للعمل الخيري إلى دعم أنشطته المختلفة، والمشاركة في حملاته القادمة، سواء بالتبرع أو التطوع، مؤكدًا أن أبوابه مفتوحة دائمًا لكل من يريد أن يكون جزءًا من هذا العمل الإنساني النبيل، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائمًا كان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئًا"