قبل أيام قليلة من انطلاق النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية 2025، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة، وجد النادي الأهلي المصري نفسه أمام تحدي من نوع خاص، يتمثل في مواجهة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، أسطورة الكرة العالمية ولاعب إنتر ميامي الأمريكي، في المباراة الافتتاحية المقررة يوم 15 يونيو.
الأهلي، الذي يدخل البطولة بصفته بطل دوري أبطال أفريقيا، يعيش حالة من الزخم المعنوي بعد تتويجه مؤخرًا بلقب الدوري المصري للمرة الـ45 في تاريخه، وهو إنجاز يعكس استقرار الفريق وتفوقه المحلي غير أن أنظار جماهيره تحولت سريعًا إلى الترقب والقلق، مع توالي الأخبار عن الحالة الفنية المذهلة التي يظهر بها ميسي مؤخرًا.
النجم الأرجنتيني، الذي بلغ عامه الـ37 مؤخرًا، أثبت أنه لا يزال يحتفظ ببريقه، بل وربما يعيش فترة استثنائية من النضج الكروي ففي آخر مباراتين فقط مع فريقه إنتر ميامي، سجل ميسي أربعة أهداف، وصنع ثلاثة أهداف أخرى، بمعدل مساهمة مباشرة في هدف كل 20 دقيقة تقريبًا.
في مباراة فريقه الأخيرة أمام كولومبوس، والتي انتهت بفوز إنتر ميامي بنتيجة 5-1، قدم ميسي عرضًا فنيًا متكاملًا: تمريرة حاسمة من ركلة حرة ذكية، هدفان من توقيع شخصي أحدهما بتسديدة مقوسة من خارج المنطقة، والآخر بلمسة مهارية ناعمة تجاوزت الحارس، وأخيرًا تمريرة حاسمة خامسة أنهت المباراة لصالح فريقه.
أما في مواجهة مونتريال التي سبقتها، فقد سجل هدفين وصنع اثنين آخرين في فوز كبير بنتيجة 4-2 تقييمات الأداء وضعت ميسي في صدارة نجوم البطولة الأمريكية هذا الموسم، بحصوله على تقييم 10/10 في آخر ظهور، وتربعه على قائمة الأكثر مساهمة تهديفية حتى الآن.
هذا التألق اللافت أثار استنفار الجهاز الفني للنادي الأهلي بقيادة مارسيل كولر، الذي يدرك أن مواجهة ميسي تتطلب إعدادًا خاصًا، سواء على المستوى الدفاعي أو التكتيكي فالفريق الأحمر مطالب بوضع خطة تقيّد تحركات اللاعب الذي يعرف كيف يفتح المساحات، ويجيد إنهاء الهجمات من أنصاف الفرص.
التحدي الذي يواجهه الأهلي ليس فقط فنيًا، بل أيضًا ذهنيًا، فالتعامل مع هالة ميسي وشعبيته الكبيرة يفرض على اللاعبين تركيزًا من نوع خاص لتفادي التشتت أو الوقوع تحت الضغط.
الأهلي: قوة جماعية في مواجهة موهبة فردية
ورغم كل الأضواء المسلطة على ميسي، فإن الأهلي يدخل المواجهة بسلاح لا يقل أهمية: الجماعية الفريق المصري، الذي يمتلك خبرة طويلة في البطولات الدولية والإفريقية، يتميز بتماسك خطوطه، وامتلاكه توليفة من اللاعبين أصحاب الخبرات، مثل محمد الشناوي، علي معلول، أليو ديانج، وحسين الشحات.
وتعوّل الجماهير الحمراء على انضباط لاعبي الأهلي وقدرتهم على اللعب كمجموعة واحدة لمجابهة خطورة النجم الأرجنتيني، خصوصًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الأهلي نجمًا عالميًا في بطولة من هذا النوع، فقد سبق له مواجهة ليفاندوفسكي مع بايرن ميونيخ، وفينيسيوس جونيور في نهائي نسخة 2022 أمام ريال مدريد.
السؤال الأبرز الذي يطرحه الشارع الرياضي حاليًا: هل يستطيع الأهلي تحييد ميسي؟ الجواب لا يبدو بسيطًا، لكنه ممكن في حال التزام الفريق بتعليمات الجهاز الفني، وتقديم أداء دفاعي منظم، مع استغلال المرتدات بشكل ذكي.
ما هو مؤكد أن المباراة ستجذب أنظار عشاق الكرة حول العالم، في مواجهة بين أحد أنجح الأندية الإفريقية وأكثرها تتويجًا، وأحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة لقاء يتوقع أن يحمل كل عناصر المتعة، ويُعد اختبارًا حقيقيًا لطموحات الأهلي، وفرصة جديدة لميسي لترك بصمة في بطولة عالمية جديدة.
مواجهة الأهلي وإنتر ميامي في افتتاح كأس العالم للأندية 2025 تتجاوز حدود مباراة تقليدية هي صدام بين التاريخ والموهبة، بين منظومة جماعية وانفجار فردي كل الأنظار تتجه إلى استاد المباراة، حيث ينتظر الجميع معرفة ما إذا كان ميسي سيواصل عروضه الخارقة، أم أن الأهلي سيكون له رأي آخر في افتتاح بطولة تعد بالكثير من الإثارة.