تحولت أفراح جماهير باريس سان جيرمان بعد تتويج فريقهم بلقب دوري أبطال أوروبا إلى مشاهد عنف وشغب في شوارع العاصمة الفرنسية وضواحيها حيث أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية يوم الأحد عن اعتقال أكثر من 500 شخص خلال الاحتفالات التي اندلعت مساء السبت عقب الفوز الكاسح الذي حققه النادي الباريسي على إنتر ميلان الإيطالي بخمسة أهداف دون مقابل.
وكان تتويج باريس سان جيرمان بهذا اللقب القاري الأول في تاريخه لحظة فارقة بالنسبة لجماهيره التي احتشدت بعشرات الآلاف في شوارع باريس وبالأخص في شارع الشانزليزيه للاحتفال بهذا الإنجاز الكبير لكن فرحة الجماهير سرعان ما تحولت إلى حالة من الفوضى بعد تصاعد التوتر بين المحتفلين وقوات الشرطة حيث اندلعت اشتباكات عنيفة وجرى خلالها استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه من قبل الشرطة لتفريق الحشود.
البيان الصادر عن وزارة الداخلية أوضح أن عدد المعتقلين حتى صباح الأحد بلغ 559 شخصا من بينهم 491 في باريس وحدها وتم وضع 320 شخصا رهن الاحتجاز لدى الشرطة 254 منهم داخل العاصمة كما أفادت الوزارة بوقوع إصابات متعددة بين المدنيين ورجال الأمن حيث لقي شخصان مصرعهما وأصيب 192 آخرون خلال هذه الأحداث المتصاعدة.
وأشارت التقارير إلى أن الشغب لم يقتصر فقط على العاصمة بل امتد إلى ضواحيها حيث اندلعت حرائق في عدة مناطق وتم الإبلاغ عن احتراق أكثر من 200 سيارة هذا بالإضافة إلى تحطيم مواقف للحافلات وتخريب ممتلكات عامة وخاصة في شارع الشانزليزيه الذي تحول إلى ساحة مواجهات بين الجماهير وشرطة مكافحة الشغب.
وذكرت وزارة الداخلية أيضا أن من بين المصابين 22 من أفراد قوات الأمن وسبعة من رجال الإطفاء الذين واجهوا صعوبات كبيرة في السيطرة على الحرائق وإعادة الهدوء إلى الشوارع.
ورغم أن الفوز الكبير لنادي باريس سان جيرمان أدخل السرور إلى قلوب مشجعيه الذين انتظروا طويلا هذا التتويج القاري إلا أن مشاهد العنف التي تلت المباراة أثارت قلقا واسعا في الأوساط الرسمية والشعبية وطرحت تساؤلات حول قدرة السلطات على التعامل مع التجمعات الجماهيرية في المناسبات الرياضية الكبرى.
ومن المتوقع أن تفتح الحكومة الفرنسية تحقيقات موسعة في هذه الأحداث لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الفوضى مستقبلا خصوصا مع اقتراب استحقاقات رياضية دولية قادمة ستحتضنها فرنسا والتي تتطلب مستوى عاليا من الأمن والتنظيم لضمان سلامة المواطنين والممتلكات.