قاد كريم بنزيما فريق الاتحاد لتحقيق إنجاز تاريخي بعدما تألق بشكل لافت في نهائي كأس الملك وسجل هدفين أسهم بهما في فوز فريقه 3-1 على القادسية ليحصد الاتحاد الثنائية المحلية لأول مرة في تاريخه، دخل الاتحاد المباراة بثقة حامل لقب الدوري وفرض سيطرته منذ البداية تحت قيادة مدربه الفرنسي لوران بلان الذي استطاع توظيف إمكانيات لاعبيه بشكل مثالي وعلى رأسهم القائد بنزيما.

 

المهاجم الفرنسي كان نجم المباراة بلا منازع، حيث افتتح التسجيل في الدقيقة 34 بهدف مميز حول فيه عرضية زميله ستيفن بيرغوين بصدره إلى الشباك، بعدها استمر الاتحاد في السيطرة وتمكن حسام عوار من إضافة الهدف الثاني قبل نهاية الشوط الأول، بينما قلص بيير إيمريك أوباميانغ الفارق للقادسية من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع من اللقاء اختتم بنزيما التسجيل بهدف ثالث بعد هجمة مرتدة قادها موسى ديابي من الجهة اليسرى ليؤكد تفوق فريقه.

 

هذا الفوز منح الاتحاد لقبه العاشر في كأس الملك، وهو الأول له منذ عام 2018، ليقترب أكثر من أندية المقدمة مثل الأهلي والهلال، كما حرم القادسية من بطاقة التأهل إلى دوري أبطال آسيا 2، وأعطى النصر فرصة المشاركة بعد أن أنهى الموسم في المركز الثالث، وكان لهذا الإنجاز أثر كبير على الموسم الذي شهد تفوق الاتحاد واستعادة مكانته كأحد كبار الكرة السعودية.

 

من الناحية الإحصائية، أظهر بنزيما أداء مميزًا استمر لـ 89 دقيقة، حيث سجل هدفين من أصل أربع تسديدات على المرمى، كما ارتطمت إحدى كراته بالعارضة، وكان له فرصتان ضائعتان كانت كفيلة بتغيير نتيجة المباراة لو سجلها. كما مرر الكرة بدقة عالية بلغت 90% بعدما أكمل 35 تمريرة ناجحة من أصل 39 محاولة شملت 3 كرات طويلة دقيقة، رغم أنه لم يقدم تمريرات مفتاحية في اللقاء.

 

على الرغم من عدم نجاحه في محاولتي مراوغة، فقد كان فعالًا في المواجهات الهوائية والأرضية، حيث فاز بمواجهة هوائية واحدة وشارك في أربع مواجهات أرضية، ولم يرتكب أي أخطاء خلال المباراة، حصل بنزيما على تقييم مرتفع بلغ 8.4 من 10، مما يعكس تأثيره الكبير في اللحظات الحاسمة وقدرته على صنع الفارق عندما يحتاجه فريقه.

 

برز بنزيما في المباراة كقائد حقيقي على أرض الملعب، حيث لم يقتصر دوره على تسجيل الأهداف فقط، بل كان محركًا أساسيًا للهجمات وصانع فرص، رغم بعض الفرص التي لم يستغلها، كما أظهر توازنًا بين الدفاع والهجوم في بعض الفترات، ليكون عنصرًا مؤثرًا في كل جانب من جوانب اللعب.

 

نجاح الاتحاد في التتويج بالثنائية يعكس العمل الجاد الذي قام به الفريق خلال الموسم بقيادة لوران بلان، الذي نجح في دمج النجوم مثل بنزيما مع المواهب الشابة مثل موسى ديابي وحسام عوار، ما أعاد الثقة لجماهير العميد وأعاد للفريق مكانته بين الكبار، هذا الإنجاز يفتح أبواب التفاؤل أمام الاتحاد للمنافسة بقوة في الموسم المقبل على مختلف البطولات المحلية والقارية.

 

كما يؤكد كريم بنزيما أنه لا يزال واحدًا من أبرز اللاعبين في آسيا، وقاد الاتحاد لتحقيق إنجاز تاريخي سيبقى محفورًا في ذاكرة جماهير النادي، معززًا بذلك مكانته كأحد أفضل المهاجمين في الدوري السعودي.