تتصاعد الضجة في نادي برشلونة حول موهبة لامين يامال الشاب الذي لم يثبت نفسه فقط كجناح سريع ومهاري بل تجاوز ذلك ليطلب تولي مسؤولية تنفيذ ركلات الجزاء والضربات الثابتة، هذه الرغبة تعكس ثقة كبيرة وطموح غير عادي لدى لاعب في بداية مشواره لكنها في الوقت نفسه تضع المدرب الألماني فليك أمام تحدي إداري وتكتيكي جديد يحتاج فيه لتوازن دقيق بين طموحات اللاعب ومصلحة الفريق.

 

في الموسم الأول تحت قيادة فليك تألق يامال بشكل لافت وكان أحد أبرز النجوم الجدد الذين أضافوا حيوية وقوة للفريق لكن طلبه تولي تنفيذ الركلات الثابتة يعد خطوة كبيرة تتطلب قدراً من الخبرة والدقة لا يمتلكها بالكامل بعد، فليك مدرب يؤمن باللعب الجماعي ومنهجية توزيع الأدوار بين اللاعبين ولا يميل إلى الاعتماد المفرط على فرد واحد مهما كانت موهبته وهذا ما يعقد المسألة.

 

تنفيذ ركلات الجزاء والكرات الثابتة مهمة حساسة وقرار إعطائها للاعب شاب مثل يامال قد يحمل مخاطر لكنه في الوقت نفسه فرصة لتطوير مهاراته وصقل شخصيته القيادية، فليك مطالب بإيجاد التوازن بين منح يامال فرصة للتطور وعدم تحميله مسؤوليات تفوق جاهزيته حتى لا يؤثر ذلك سلباً على أداء الفريق من ناحية أخرى بعض ملاحظات الأداء توضح أن يامال يميل أحياناً إلى المراوغات والاحتفاظ بالكرة لفترات أطول مما يعطل إيقاع اللعب وهذا يحتاج لتوجيه مستمر.

 

النادي بدوره يظهر دعمه الكبير للاعب بتوقيعه عقد طويل يمتد حتى عام 2031 وتلميحات إلى أنه قد يحصل على الرقم 10 الخاص بميسي مما يضعه في مركز نجم مستقبلي للنادي، هذا يضيف بعداً إضافياً لواجبات فليك في إدارة طموحات يامال بحيث لا تتحول إلى ضغط نفسي يؤثر على تطوره.

 

النجاح في هذه المهمة سيعتمد على قدرة فليك على توجيه الطموحات الفردية ضمن إطار الفريق بحيث تتحقق الفائدة القصوى التعامل الذكي مع رغبة يامال في تولي مسؤولية تنفيذ الركلات الثابتة سيكون مفتاحاً لتطوير اللاعب وتمكينه من تحمل ضغوط الأدوار القيادية في المستقبل.

 

باختصار لامين يامال يمثل نموذجاً للاعب شاب طموح يمتلك مهارات فنية عالية وشخصية قيادية ناشئة لكن التعامل معه يحتاج حكمة وصبر فليك أمام فرصة مهمة لصقل هذه الموهبة عبر الموازنة بين الطموحات الفردية ومتطلبات الفريق الجماعية وبذلك يضمن مستقبل ناجح للاعب ولبرشلونة على حد سواء.