اختيار الحكم الإيطالي ماوريزيو مارياني لإدارة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الاتحاد والقادسية أثار جدلاً كبيراً في الوسط الرياضي السعودي قبل انطلاق المباراة التي، ستقام مساء الجمعة على ملعب الإنماء الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن رسمياً تعيين مارياني لإدارة هذه المباراة المصيرية التي تحمل أهمية كبيرة في الموسم الكروي المحلي، لكن القرار قابل لانتقادات واسعة من قبل بعض الإعلاميين والمتابعين الذين اعتبروا أن هذا الحكم لا يمتلك الخبرة الكافية لإدارة لقاء نهائي بحجم هذه البطولة.

 

ماوريزيو مارياني حصل على الشارة الدولية عام 2019 ومنذ ذلك الحين أدار العديد من المباريات في بطولات كبيرة، حيث أدار سبع مباريات في دوري أبطال أوروبا خلال النسخة الحالية إلى جانب 18 مباراة في الدوري الإيطالي بالإضافة إلى قيادته نهائي كأس إيطاليا، ورغم هذا السجل المميز نسبياً، يرى البعض أن خبرة مارياني لا ترتقي لمستوى إدارة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين التي تتطلب قدرة عالية على التعامل مع الضغط والتحديات التي تصاحب مثل هذه المباريات الكبرى.

 

الإعلامي محمد الشيخ عبر قناة MBC ACTION أبدى رفضه التام لتعيين مارياني في هذا اللقاء النهائي مؤكداً أن المباراة بين الاتحاد والقادسية من المواجهات الثقيلة التي تحتاج إلى حكم ذو مستوى أعلى وأقوى خبرة، وأشار إلى أن مارياني لم يقم بإدارة نهائي كأس العالم أو نهائي دوري أبطال أوروبا ولم يشارك في بطولة كأس العالم 2022، مما يعكس محدودية خبرته في إدارة المباريات النهائية الكبرى على المستوى الدولي، كما ذكر أن كل ما يمتلكه من خبرة في النهائيات هو فقط قيادة نهائي كأس إيطاليا، وهو أمر لا يكفي بحسب رأيه لتولي مهمة إدارة مباراة نهائية في بطولة بحجم كأس خادم الحرمين الشريفين.

 

بدوره أكد الإعلامي عبد العزيز الزلال أن مارياني لم يضفِ على مسيرته عدد مباريات كافٍ في دوري أبطال أوروبا خلال المواسم الأخيرة، ما يقلل من خبرته في إدارة مباريات ذات مستوى عال، وأشار إلى ضرورة اختيار حكم صارم وقوي الشخصية ويتمتع بتاريخ طويل من إدارة المباريات النهائية الكبرى لأن مثل هذه اللقاءات الحساسة تحتاج إلى حكم قادر على فرض السيطرة والحفاظ على سير المباراة بنزاهة وهدوء.

 

تعيين مارياني يثير تساؤلات حول معايير اختيار الحكام لمباريات نهائية في السعودية خاصة مع التطور الكبير الذي تشهده الكرة المحلية من حيث الاهتمام والمتابعة الجماهيرية، ما يفرض ضرورة توفير حكام بمستوى عالٍ قادرين على إدارة مثل هذه اللقاءات المهمة بنجاح.

 

هذا الجدل يعكس حاجة ملحة إلى إعادة النظر في كيفية اختيار الحكام خاصة في البطولات الكبرى التي تحظى باهتمام كبير، فالخبرة والتاريخ في إدارة المباريات النهائية العالمية أو القارية يجب أن تكون من العوامل الحاسمة في اتخاذ القرار. الجمهور ينتظر مباراة عالية المستوى يتناسب فيها أداء الحكم مع أهمية المباراة.

 

المباراة النهائية تمثل اختباراً حقيقياً لقدرات مارياني في إدارة اللقاء، فنجاحه سيمنحه فرصة أكبر لإدارة مباريات كبرى مستقبلاً، أما أي أخطاء قد تضعه تحت ضغط كبير وتدفع باتجاه مراجعة القرارات المتعلقة باختيار الحكام.

 

في النهاية يبقى تقييم أداء الحكم مرتبطاً بنتائج المباراة وكيفية إدارته للأحداث على أرض الملعب، والمباراة بين الاتحاد والقادسية ليست فقط صراعاً بين فريقين بل اختبار لكفاءة الحكم نفسه في مواجهة تحمل أهمية وطنية كبيرة، والجميع يترقب كيف ستكون إدارته لهذا اللقاء المصيري.