في موسم كان الجميع يترقبه على أمل أن يعيد النصر أمجاده ويحقق البطولات، انتهى الموسم 2024-2025 بخيبة أمل كبيرة بعدما فشل الفريق في تحقيق أي لقب للمرة الثالثة على التوالي، هذا الفشل لم يكن نتيجة لحظ أو صدفة بل جاء نتيجة تراكم سبع أخطاء جسيمة أدت إلى وضع النادي في أزمة عميقة حرمته من تحقيق طموحاته وأبعدته عن المشاركة في دوري أبطال آسيا مما زاد من معاناة الجماهير والإدارة على حد سواء.
أولى هذه الأخطاء كانت رحيل النجم البرازيلي أندرسون تاليسكا الذي كان أحد أهم أعمدة الفريق الهجومية، تاليسكا لم يكن مجرد لاعب عادي بل كان قوة ضاربة قادرة على تغيير مجرى المباريات بأهدافه الحاسمة وتأثيره الكبير في الملعب، رحيله خلف فراغا كبيرا لم يستطع أي لاعب تعويضه رغم التعاقد مع جون دوران الذي كلف النادي مبالغ طائلة لكنه فشل في تقديم الأداء المنتظر وبدا بعيداً عن المستوى الذي عهدته جماهير النصر.
تفاقمت المشكلة بغياب الانسجام بين دوران وزملائه في الفريق ما حول اللاعب من أمل لتعويض رحيل تاليسكا إلى عبء مالي وفني زاد من مشاكل الهجوم في الفريق في الوقت ذاته، تأخير تجديد عقد كريستيانو رونالدو كان بمثابة ضربة معنوية كبيرة للنادي إذ أثار حالة من عدم اليقين داخله وخارجه مع اقتراب نهاية الموسم بدأ الحديث عن احتمال رحيل النجم البرتغالي، مما هدد بانهيار المشروع الطموح للنصر وأثر سلباً على معنويات الفريق والجماهير.
قرار الإبقاء على المدرب ستيفانو بيولي رغم تراجع الأداء الكارثي للفريق كان خطأ فادحا آخر، بدا واضحا أن الفريق فاقد للروح والتكتيك تحت قيادته وتوالت الهزائم في جميع المسابقات، كان من المفترض أن تتحرك الإدارة مبكراً لإجراء تغيير في الجهاز الفني لكن التمسك ببيولي أضاع فرصة إنقاذ الموسم وتصحيح المسار قبل فوات الأوان.
على صعيد الدوري تكررت حالات التراخي وعدم استغلال الفرص التي كان يمكن أن تضع النصر في المركز الثاني المؤهل لدوري أبطال آسيا، تراخي الفريق أمام منافسه الهلال أكثر من مرة كان كافياً ليحرمه من هذه الفرصة ويكشف عن ضعف التركيز وعدم حسم النتائج التي كلفت النادي ثمناً باهظاً.
التأخر في تجديد عقد المدافع علي لاجامي وخروجه إلى الهلال شكل ضربة مزدوجة على النصر فقد خسر مدافعاً بارزاً فضلا عن تعزيز المنافس المباشر بلاعب سعودي مميز، وكذلك كان قرار ترك الحارس نواف العقيدي يرحل إلى الفتح من القرارات التي أثارت الاستغراب بعد أن أثبت الحارس قوته في إنقاذ فريقه من الهبوط وكان له دور مباشر في هزيمة النصر في الجولة الحاسمة التي حسمت فشل الفريق في التأهل لدوري أبطال آسيا.
في النهاية يعاني النصر من أزمة عميقة ليست وليدة اللحظة بل تراكمت عبر 7 أخطاء إدارية وفنية كلفته الكثير، إذا لم يراجع النادي هذه الأخطاء ويعيد ترتيب أوراقه بشكل جدي لن يكون موسم 2024-2025 آخر موسم صفري، وربما تستمر فترة ابتعاد فارس نجد عن منصات التتويج لفترة أطول مما يحزن جماهيره التي تنتظر عودته إلى القمة.