يبدو أن نادي النصر السعودي مقبل على مرحلة جديدة من التغييرات الجذرية على كل الأصعدة في ظل موسم ضعيف خسر فيه الفريق فرص التأهل لدوري أبطال آسيا وخرج خالي الوفاض من جميع البطولات المحلية والقارية، هذه التغييرات لا تقتصر فقط على ملف اللاعبين والمدرب الأول بل تمتد إلى الإدارة العليا حيث بات رحيل الرئيس التنفيذي ماجد الجمعان وشيكاً بعد موسم صفري جديد فاقم الأزمات داخل النادي.

 

مصادر مقربة من النصر أكدت أن الأوضاع داخل الفريق شهدت تفاقماً حاداً بعد نهاية الموسم وتحديداً بعد خسارة فرصة التأهل لدوري أبطال آسيا للنخبة بعد احتلال المركز الثالث في الدوري، هذا الفشل كان نقطة التحول التي دفعت الإدارة لمراجعة أداء القيادة التنفيذية للنادي، مما جعل منصب الرئيس التنفيذي في دائرة الخطر خاصة أن الجمعان لم يحقق الاستقرار المنشود منذ تعيينه في يناير الماضي خلفاً للإيطالي غويدو فينجا.

 

يرجع التفكير في استبدال الجمعان إلى عدم التوافق والتناغم بينه وبين المدير الرياضي الإسباني فيرناندو هييرو الذي تولى منصبه مؤخراً تصاعدت الخلافات بينهما بشكل واضح بعد الخروج من دوري أبطال آسيا، وكان لذلك انعكاس سلبي على الأداء العام للفريق وعلاقته مع اللاعبين والجهاز الفني. خاصة أن العلاقة بين الجمعان والمدرب ستيفانو بيولي شهدت توتراً ملحوظاً بعد الخسارة أمام كاواساكي الياباني في نصف نهائي البطولة القارية، ما ساهم في تأزيم الأجواء داخل النادي.

 

تشير المصادر إلى أن مفاوضات جارية لإيجاد البديل المناسب لمنصب الرئيس التنفيذي، حيث يرشح بقوة اسم أحمد البريكي الذي سبق له أن شغل نفس المنصب في عهد إدارة سعود آل سويلم، بالإضافة إلى اسم قصي الفواز الذي يتمتع بخبرة إدارية كبيرة في كرة القدم السعودية، كما لا تستبعد بعض التقارير عودة الإدارة إلى خيار تعيين رئيس تنفيذي أجنبي جديد ضمن خطة الاستعداد لموسم 2025-2026 بهدف إحداث نقلة نوعية في الأداء التنظيمي والفني للنادي.

 

تجدر الإشارة إلى أن عقد الجمعان مع النصر يمتد لعام واحد مع خيار التمديد التلقائي، ما يجعل إقالته أو استمراره مرتبطاً بنتائج المفاوضات الداخلية وتقييم المجلس الحالي للأداء الإداري، وقد عُيّن الجمعان خلفاً للإيطالي غويدو فينجا الذي تولى المنصب في سبتمبر من العام الماضي، في محاولة لتوفير الاستقرار الإداري للنادي، لكن يبدو أن ذلك لم يتحقق بشكل كامل بسبب الضغوطات المتزايدة ونتائج الموسم.

 

بجانب ملف الإدارة، يشهد النصر أيضاً تغييرات مرتقبة على مستوى الجهاز الفني بعد تأكيد رحيل المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي لم يتمكن من قيادة الفريق لتحقيق أي بطولة خلال فترة وجوده، مما زاد من الضغوط على الإدارة للبحث عن حلول جديدة تعيد الفريق إلى طريق الانتصارات.

 

تتجسد أزمة النصر الحالية في فشل واضح على المستويات كافة بدءاً من الأداء الفني على أرض الملعب ووصولاً إلى الخلافات الإدارية والتوترات داخل غرفة الملابس، وبدون إعادة هيكلة شاملة تتناول جميع جوانب العمل في النادي، قد يستمر النصر في معاناته وتأجيل أحلام جماهيره في استعادة مكانته القارية والمحلية.

 

يواجه النصر مرحلة حرجة تتطلب حسم سريع بشأن قيادته الإدارية والفنية إذا أراد النادي استعادة قوته والتقدم نحو تحقيق أهدافه الطموحة في المواسم القادمة، مع استمرار الأزمات وتصاعد الخلافات يبدو واضحاً أن التغييرات التي تلوح في الأفق ليست مجرد إجراءات شكلية بل خطوة ضرورية لإعادة بناء نادي النصر على أسس جديدة.