يترقب نادي ريال مدريد الإسباني فرصة غير مسبوقة لتعزيز خزائنه بمبلغ مالي ضخم من خلال مشاركته في كأس العالم للأندية 2025، التي تقام بصيغتها الجديدة للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية، البطولة التي أعلن عنها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تشهد تغييرات جذرية من حيث النظام وعدد المشاركين والجوائز المالية، ما يفتح الباب أمام الأندية الكبرى لتحقيق مكاسب اقتصادية ضخمة قد تعيد تشكيل الخريطة المالية في عالم كرة القدم.
البطولة ستقام بين 15 يونيو و13 يوليو 2025 بمشاركة 32 فريقًا يمثلون مختلف القارات، وهو ما يجعلها النسخة الأكبر في تاريخ المسابقة من حيث عدد الأندية، ولكن ما يميز هذه النسخة ليس فقط التوسع في عدد الفرق، بل أيضًا الطفرة الكبيرة في حجم الجوائز المالية المرصودة، حيث خصص فيفا ميزانية إجمالية تبلغ 929 مليون يورو لتوزيعها على المشاركين.
كل فريق سيحصل على دفعة مالية ثابتة بمجرد تأهله للبطولة، إضافة إلى جوائز تصاعدية تعتمد على مدى التقدم في الأدوار المختلفة، ريال مدريد بصفته حامل لقب دوري أبطال أوروبا قد ضمن بالفعل الحصول على 35 مليون يورو بمجرد مشاركته دون أن يخوض أي مباراة.
وتزداد العوائد المالية مع كل مرحلة في البطولة، إذ يحصل الفريق المتأهل إلى دور الـ16 على 7 ملايين يورو إضافية، بينما ترتفع الجائزة إلى 12 مليون يورو في ربع النهائي، و20 مليونًا في نصف النهائي، أما الفريق الذي يبلغ المباراة النهائية، فسيحصل على 28 مليون يورو على الأقل، بينما يحصد البطل 37 مليون يورو إضافية.
وبناءً على هذا النظام يمكن أن تصل مكافآت ريال مدريد في حال تتويجه باللقب إلى نحو 145 مليون يورو، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النادي من حيث العائد المالي من بطولة واحدة، هذا المبلغ الضخم يساوي تقريبًا ميزانيات سنوية كاملة لبعض الأندية المشاركة، مما يعكس الفارق الهائل بين أندية النخبة وبقية المنافسين.
هذه التطورات تضع الأندية الكبرى الأوروبية وعلى رأسها ريال مدريد في موقع مالي مميز يمكن أن يعزز هيمنتها على المستوى الدولي، فبجانب العوائد التجارية والتسويقية التي تحصدها الأندية الكبرى، تأتي هذه المكافآت لتعزز الفجوة الاقتصادية بينها وبين باقي الفرق، ما يطرح تساؤلات حول العدالة التنافسية على المدى البعيد.
تبدو النسخة القادمة من كأس العالم للأندية وكأنها نقطة تحول ليس فقط على مستوى البطولة، بل في النظام المالي لكرة القدم عالميًا وبالنسبة لريال مدريد، فإن اللقب المقبل قد لا يكون مجرد تتويج رياضي جديد، بل إنجاز مالي استثنائي يرسخ مكانته كنادٍ يجمع بين الألقاب والعائدات الاقتصادية الكبرى.