أثار ماجد الجمعان، الرئيس التنفيذي لشركة نادي النصر، جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية السعودية بعد تصريحاته "الغامضة" التي أدلى بها يوم الخميس، والتي جاءت في توقيت حساس، عقب موسم مخيب للآمال انتهى فيه النصر دون أي لقب محلي أو قاري.

 

ماجد الجمعان يثير الجدل بتعليق غامض حول مستقبل النصر وسط تكهنات عن رحيل رونالدو

الجمعان لم يسم أطرافًا أو يوضح ماهية الشائعات التي تحدث عنها، لكنه لمح إلى وجود "حملة إعلامية ممنهجة" تستهدف النادي وتضخم الأحداث بطريقة لا تعكس الواقع، مما فتح الباب أمام تأويلات وتكهنات، خاصة فيما يتعلق بمستقبل قائد الفريق كريستيانو رونالدو، والنجم الكولومبي جون دوران، إلى جانب الحديث عن تغييرات إدارية وفنية مرتقبة في النادي.

 

موسم مخيب ومشاكل متراكمة

رغم الآمال الكبيرة التي علقتها الجماهير النصراوية على موسم 2024–2025، فإن الواقع جاء مخيبًا تمامًا. النصر، بقيادة النجم العالمي كريستيانو رونالدو، فشل في تحقيق أي لقب، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.

 

في دوري روشن السعودي، اكتفى الفريق بالمركز الثالث برصيد 70 نقطة، خلف كل من الهلال المتصدر والاتحاد الوصيف، في ترتيب لا يعكس حجم التعاقدات الكبيرة التي أبرمها النادي ولا التطلعات التي وضعت قبل بداية الموسم.

 

أما على الصعيد القاري، فقد ودّع الفريق دوري أبطال آسيا للنخبة من نصف النهائي على يد كاواساكي فرونتال الياباني، في خيبة جديدة أضيفت إلى سلسلة من الإخفاقات التي لاحقت الفريق.

 

تصريحات الجمعان: الغموض يفتح أبواب التأويل

في منشور عبر حسابه الرسمي على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، قال ماجد الجمعان: "ما يتداول من شائعات وتكهنات حول نادي النصر وشركته يدار لأهداف معروفة، ويُضخّم عبر قنوات لا تمثل الحقيقة".

 

وأضاف:"القرار في النصر ليس رأيًا شخصيًا ولا اجتهادًا فرديًا، بل ناتج عن عمل مؤسسي داخل شركة تعمل بمعايير حوكمة واضحة الكل يعمل تجاه مستقبل ناجح ومستدام".

 

وختم بقوله:"نحترم الإعلام المهني، ونلتزم الشفافية، ونرفض الإساءة والتضليل بكل أشكاله ثقتنا بجمهورنا في وعيه، وفي الإعلام المهني احترامنا له نرجو من الله موسماً ناجحاً، ونسعى له، ونرجو من جمهورنا الغالي الوقوف معنا ومؤازرتنا".

 

هذا التصريح، رغم لغته الرسمية، اعتبر بمثابة رد غير مباشر على الضغوط الإعلامية والجماهيرية التي تطال الإدارة بعد سلسلة الإخفاقات، كما فُهم على أنه رسالة موجهة إلى بعض وسائل الإعلام التي تناولت ملف النصر خاصة ما يخص كريستيانو رونالدو بطريقة وصفها الجمعان بـ"غير المهنية".

 

هل يرحل رونالدو؟

من بين الشائعات الأكثر تداولاً تلك التي تتحدث عن إمكانية رحيل كريستيانو رونالدو عن الفريق خلال الصيف المقبل. ووفقاً لتقارير متعددة، فإن اللاعب البرتغالي غير راضي عن الأداء الجماعي للنادي، ويقال إنه طالب الإدارة بإجراء تغييرات كبيرة في الجهاز الفني والتشكيلة الأساسية.

 

بعض المصادر تحدثت عن رغبة رونالدو في مغادرة الفريق في حال عدم حدوث تغييرات جذرية، وهو ما وضع الإدارة في موقف صعب، بين الرغبة في الحفاظ على نجم الفريق الأبرز، وبين ضرورة إعادة هيكلة النادي بعد موسم وصفه البعض بأنه "كارثة رياضية".

 

حتى الآن، لم تصدر أي تصريحات رسمية من اللاعب أو من وكيله تؤكد أو تنفي هذه الأخبار، لكن الغموض الذي يحيط بالمشهد زاد من التوتر داخل أروقة النادي وبين جماهيره.

 

مستقبل غامض وإدارة تحت الضغط

الضغوط التي تواجهها إدارة النصر لا تتعلق فقط بنتائج الفريق، بل تمتد إلى اختياراتها الفنية والإدارية، والتي وجهت لها العديد من الانتقادات، خاصةً بعد التعاقد مع بعض الأسماء التي لم تظهر المردود المتوقع، مثل المهاجم الكولومبي جون دوران، الذي لم ينسجم مع الفريق بالشكل المأمول.

 

الجمعان حاول في تصريحه الإشارة إلى أن القرارات داخل النادي لا تبنى على آراء فردية، بل على أسس مؤسسية، وهو رد ضمني على الانتقادات التي طالت طريقة إدارة الملفات الحساسة في الفريق، مثل التجديدات، التعاقدات، ومستقبل الجهاز الفني.

 

هل ينجح النصر في استعادة توازنه؟

مع نهاية موسم 2024–2025، يبدو أن نادي النصر بات أمام مفترق طرق إما أن يدخل في مرحلة "إصلاح شامل" تعيد له مكانته محليًا وقاريًا، أو أن تستمر سلسلة التراجع وسط منافسة شرسة من أندية مثل الهلال والاتحاد والأهلي، والتي عززت صفوفها واستثمرت في بنية فنية وإدارية قوية.

 

التصريحات الرسمية، وإن كانت مطمئنة في ظاهرها، إلا أنها تعكس حالة من التوتر الداخلي، وتدفع الجمهور إلى طرح سؤال كبير: هل الإدارة الحالية قادرة على إعادة النصر إلى منصات التتويج؟