يبدو أن النجم الدنماركي الشاب راسموس هويلوند قد حسم قراره بالرحيل عن مانشستر يونايتد، بعد موسم وصفته الصحافة البريطانية والإيطالية بـ"الكارثي" على مستوى النتائج والأداء الجماعي للفريق.

 

راسموس هويلوند يقترب من العودة إلى إيطاليا: يوفنتوس وجهة محتملة للهروب من موسم مانشستر يونايتد الكارثي

اللاعب الذي التحق بـ"الشياطين الحمر" في صيف 2023، بات على أعتاب الخروج من ملعب أولد ترافورد، حيث تشير تقارير صحفية إلى أن نادي يوفنتوس الإيطالي هو الوجهة الأقرب له في الموسم الجديد 2025 ـ 2026.

 

يوفنتوس يتحرك بهدوء لضم هويلوند

الصحفي الإيطالي الموثوق "نيكولو شيرا" أكد أن يوفنتوس بدأ بالفعل مفاوضاته مع ممثلي اللاعب للتوصل إلى اتفاق حول إمكانية التعاقد معه ورغم أن عقد هويلوند مع مانشستر يونايتد يمتد حتى صيف 2028، فإن النادي الإنجليزي لا يبدو ممانعًا في رحيل اللاعب، خاصة في ظل التوجه نحو إعادة هيكلة الفريق بعد موسم مخيب للآمال على كل المستويات.

 

الاهتمام الإيطالي بهويلوند ليس جديدًا، فقد سبق له اللعب في الدوري الإيطالي مع نادي أتالانتا، وقدم خلال تلك الفترة مستوى لافتًا جعل منه أحد أبرز المواهب الهجومية الصاعدة في أوروبا. عودته إلى "الكالتشيو" لن تكون مفاجئة، بل هي عودة إلى البيئة التي شهدت انفجار موهبته قبل انتقاله إلى الدوري الإنجليزي.

 

رحيل راشفورد يمهّد الطريق

من المؤشرات القوية على التغييرات الكبرى التي يشهدها مانشستر يونايتد، هو رحيل النجم ماركوس راشفورد في يناير الماضي إلى نادي أستون فيلا ويبدو أن مسلسل الخروج الجماعي من "جحيم أولد ترافورد" لم ينتهي بعد، خاصة مع الأخبار التي تؤكد رغبة هويلوند في عدم خوض مغامرة أخرى في فريق يعيش واحدة من أسوأ فتراته التاريخية.

 

وبحسب عدة تقارير إيطالية، فإن رغبة هويلوند في الرحيل لا تتعلق فقط بالأداء الجماعي السيئ للفريق، بل ترتبط أيضًا بحاجته إلى اللعب في بيئة أكثر استقرارًا وتنافسًا، تساعده على التطور الفني، خاصة مع اقتراب بطولة كأس أمم أوروبا 2028، حيث يطمح أن يكون أحد أعمدة المنتخب الدنماركي.

 

إحصائيات هويلوند هذا الموسم: تألق أوروبي ومردود متذبذب محليًا

رغم أن مانشستر يونايتد عانى بشدة على المستوى المحلي، إلا أن هويلوند أظهر مستوى مميزًا في المسابقات الأوروبية، حيث سجل 6 أهداف وصنع هدفين في 15 مباراة ضمن مسابقة الدوري الأوروبي، وساهم بشكل فعّال في بلوغ الفريق النهائي، قبل الخسارة أمام توتنهام بنتيجة 1-0.

 

على الصعيد المحلي، شارك هويلوند في 52 مباراة بجميع البطولات وسجل 10 أهداف، وهو رقم متوسط لا يعكس تمامًا إمكانياته الكبيرة، لكن يفسر بسوء حالة الفريق بشكل عام، وضعف المنظومة الهجومية التي عانى منها اليونايتد طوال الموسم.

 

مانشستر يونايتد... موسم للنسيان

الحديث عن رغبة هويلوند في الرحيل لا يمكن فصله عن الانهيار الجماعي لمانشستر يونايتد هذا الموسم الفريق أنهى الدوري الإنجليزي في المركز الخامس عشر، وهو أسوأ مركز يحققه منذ عام 1974، وتلقى 18 خسارة في 38 مباراة، مما يعكس حجم التراجع الكبير الذي يعاني منه النادي على المستوى الفني والإداري.

 

تلك النتائج أدت إلى حالة من الإحباط بين الجماهير، وطالبت العديد من الأصوات بإعادة هيكلة الفريق من جديد، بما في ذلك تغييرات في الإدارة الفنية واللاعبين ويبدو أن هويلوند لا يرغب في أن يكون جزءًا من مشروع غير واضح المعالم، وهو ما جعله منفتحًا على العودة إلى الدوري الإيطالي.

 

يوفنتوس يبحث عن مهاجم للمستقبل

من جانب آخر، فإن رغبة يوفنتوس في ضم هويلوند تأتي في سياق سعي النادي لتجديد دماء هجومه والبحث عن مهاجم شاب يمكن أن يبني عليه مشروعًا طويل المدى اللاعب الدنماركي، البالغ من العمر 22 عامًا، يتمتع بمقومات فنية وبدنية ممتازة، ويمتاز بالسرعة والقدرة على التحرك في العمق، وهي صفات تتناسب مع أسلوب لعب "السيدة العجوز".

 

كما أن العلاقة القوية التي تربط وكيل أعمال هويلوند بإدارة يوفنتوس، قد تسهل من عملية الانتقال، في حال تم الاتفاق على الجوانب المالية للصفقة ويتوقع أن تكون قيمة الصفقة مرتفعة بالنظر إلى المبلغ الذي دفعه مانشستر يونايتد لضمه من أتالانتا، والذي بلغ 85 مليون يورو.

 

اقتراب راسموس هويلوند من الرحيل عن مانشستر يونايتد يمثل حلقة جديدة في مسلسل انهيار الفريق الإنجليزي، الذي بات مهددًا بخسارة أبرز مواهبه الشابة في المقابل، فإن يوفنتوس قد يكون الرابح الأكبر من هذه الصفقة، إذا نجح في استعادة اللاعب الذي يعرف أجواء الدوري الإيطالي جيدًا، ويملك من الطموح والرغبة ما يجعله نجمًا في صفوف الفريق خلال السنوات القادمة.

 

الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل اللاعب، ولكن المؤشرات تشير إلى أن الرحيل من مانشستر يونايتد بات مسألة وقت فقط، وليس خيارًا محتملاً.