أعلن نادي ريال مدريد الإسباني رسميًا عن تعيين ألفارو أربيلوا كمدرب جديد لفريقه الرديف المعروف باسم ريال مدريد كاستيا، وذلك عقب إعلان رحيل الأسطورة راؤول غونزاليز عن منصبه بعد أكثر من سبع سنوات قضاها في قيادة الفريق الثاني.

 

يأتي هذا التغيير بعد موسم 2024-2025، حيث قرر راؤول، الذي يُعتبر أكثر اللاعبين حملًا لقميص ريال مدريد في التاريخ، إنهاء مسيرته التدريبية مع الفريق الرديف بمحض إرادته.

 

راؤول غونزاليز، البالغ من العمر 47 عامًا، بدأ مهمته مع فريق كاستيا في عام 2017، ونجح خلال هذه الفترة في تطوير مجموعة من اللاعبين الشباب الذين صعدوا لاحقًا إلى صفوف الفريق الأول، مثل راؤول أسينسيو وفران غارسيا وفيكتور مونوز، مما يعكس تأثيره الكبير في تعزيز جيل واعد لريال مدريد.

 

وأكد النادي في بيانه الرسمي أن راؤول كان فخرًا للنادي خلال فترة تدريبه، مشيدًا بدوره كواحد من أعظم أساطير النادي والكرة العالمية.

 

وبسرعة تحرك ريال مدريد لتعيين خليفة راؤول، وكان الاختيار على ألفارو أربيلوا، النجم السابق للفريق الملكي ومدرب فريق تحت 19 عامًا، لتولي مهمة قيادة فريق كاستيا بداية من الموسم الجديد 2025-2026.

 

ويُعتبر أربيلوا من أبرز لاعبي ريال مدريد في العصر الحديث، حيث خاض 238 مباراة مع الفريق بين عامي 2009 و2016، حقق خلالها العديد من الإنجازات والبطولات الكبيرة.

 

خلال مسيرته مع ريال مدريد، فاز أربيلوا مرتين بدوري أبطال أوروبا، ومرة واحدة بكأس العالم للأندية، وكأس السوبر الأوروبي، إلى جانب تحقيقه لقب الدوري الإسباني مرة واحدة، وكأس ملك إسبانيا مرتين، إضافة إلى كأس السوبر الإسباني.

 

كما كان له حضور بارز مع المنتخب الإسباني، إذ شارك في 56 مباراة دولية، وكان جزءًا من الفريق الذي توج بكأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010، وحقق بطولتي أوروبا عامي 2008 و2012.

 

تجربة أربيلوا الواسعة كلاعب محترف، بالإضافة إلى خبرته التدريبية مع فريق تحت 19 عامًا، تؤهله لتولي المسؤولية الفنية لفريق كاستيا، حيث يُنتظر منه أن يستمر في تطوير المواهب الشابة ورفد الفريق الأول بلاعبين جدد قادرين على الحفاظ على هوية ريال مدريد التنافسية على مختلف المستويات.

 

الانتقال من راؤول، الذي يعتبر رمزًا للنادي، إلى أربيلوا يحمل رسالة واضحة بأن ريال مدريد يراهن على استمرارية العمل على تنمية الشباب من داخل النادي نفسه.

 

أربيلوا الذي يحمل تجربة فريدة كلاعب دولي ونجم ريال مدريد سابق، يمتلك خلفية قوية وفهمًا عميقًا لثقافة النادي، مما يجعله الاختيار الأمثل لمهمة قيادة كاستيا في مرحلة جديدة.

 

يأتي هذا التغيير في ظل حرص ريال مدريد على تعزيز فرق الناشئين واستثمار المواهب الشابة التي تعد ركيزة أساسية في مستقبل النادي، خاصة في ظل المنافسة الشديدة في كرة القدم الإسبانية والأوروبية.

 

ويأمل مشجعو النادي في أن يستمر أربيلوا على نهج راؤول في صقل المواهب وصنع جيل جديد من اللاعبين المتميزين الذين سيكونون قادرين على تحقيق إنجازات كبرى في المستقبل القريب.

 

بهذا التعيين، يعزز ريال مدريد استراتيجيته في بناء فريق قوي ومستدام من خلال الاهتمام بالفئات السنية، مع الحفاظ على ارتباط المدربين الجدد بقيم النادي وتاريخه العريق، وهو ما يعكس طموح النادي في الحفاظ على مكانته العالمية والمحلية كأحد أعظم أندية كرة القدم على الإطلاق.