في واحدة من أبرز صفقات الميركاتو الصيفي السعودي، أعلن نادي الهلال رسميًا عن تعاقده مع المدافع الدولي علي لاجامي، قادمًا من صفوف النصر بعد انتهاء عقده، في خطوة فاجأت المتابعين وأشعلت الجدل بين جماهير الفريقين.
انتقال علي لاجامي للهلال يشعل الجدل قبل كأس العالم للأندية
الصفقة التي وصفت بـ"المدوية"، جاءت ضمن استعدادات نادي الهلال للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، والتي ستنطلق منتصف الشهر المقبل في الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة 32 فريقًا عالميًا، ويقع الهلال فيها ضمن مجموعة نارية تضم ريال مدريد، وباتشوكا المكسيكي، وريد بول سالزبورغ النمساوي.
نهاية علاقة لاجامي بالنصر وبداية جديدة في الهلال
علي لاجامي البالغ من العمر 29 عامًا، انضم إلى النصر عام 2020 قادمًا من نادي الفتح، وخلال خمس سنوات مع "العالمي"، أثبت نفسه كواحد من أقوى المدافعين في دوري روشن، وساهم في تحقيق بطولتي كأس السوبر وكأس الملك سلمان للأندية العربية.
لكن رغم النجاحات، لم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق لتمديد عقده، ما فتح الباب أمام الهلال للتفاوض معه وحسم الصفقة لصالحه.
اللافت في بيان نادي الهلال حول التعاقد مع لاجامي، هو غياب التفاصيل الدقيقة، سواء من حيث مدة العقد أو المقابل المالي ويبدو أن الإدارة الهلالية، برئاسة فهد بن نافل، فضلت الحفاظ على سرية الصفقة، وهو ما زاد من حالة الغموض والإثارة حولها.
صورة قديمة تُشعل السوشيال ميديا
وسط الزخم الكبير للصفقة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة قديمة لعلي لاجامي عندما كان طفلًا، وهو يرتدي قميص نادي الهلال هذه الصورة، التي انتشرت بسرعة البرق، فجّرت جدلًا واسعًا حول "الانتماء الحقيقي" للاعب، خاصة أنه أمضى خمسة مواسم ناجحة بقميص النصر، وكان من العناصر المميزة في تشكيلة الفريق.
البعض رأى أن الصورة تعكس "انتماء طفولي" لا يُمكن البناء عليه لتحديد ولاء اللاعب، بينما استغل آخرون الصورة كوسيلة للتشكيك في وفاء لاجامي للنصر، خصوصًا مع توقيعه للهلال في ظل منافسة قوية من نادي الأهلي أيضًا.
إضافة فنية مهمة لدفاع الهلال
من الناحية الفنية، يُعد لاجامي صفقة مهمة للهلال، خصوصًا في ظل الحاجة لتدعيم الخط الدفاعي قبل المشاركة في مونديال الأندية، وبعد تراجع أداء بعض المدافعين، مثل علي البليهي.
اللاعب شارك مع النصر في 35 مباراة خلال الموسم المنقضي، منها 25 في الدوري، و8 في دوري أبطال آسيا للنخبة، و2 في كأس السوبر، وقدم مستويات لافتة تمثلت في صلابته الدفاعية وقدرته على بناء اللعب من الخلف.
الهلال يعول كثيرًا على خبرة لاجامي الدولية والمحلية، وقدرته على التأقلم بسرعة مع أسلوب المدرب وخط الدفاع الهلالي، في ظل خوض الفريق تحديات كبرى أمام أندية بحجم ريال مدريد، حيث لا مجال للأخطاء أو التراخي.
خطوة ذكية من الهلال وتحدٍ جديد للاعب
التعاقد مع لاعب بحجم لاجامي ليس مجرد صفقة انتقال عادية، بل هو رسالة واضحة من الهلال بأنه يسعى لتجهيز أفضل تشكيلة ممكنة لخوض غمار كأس العالم للأندية.
إدارة الهلال نجحت في استغلال تعثر مفاوضات النصر مع اللاعب، ودخلت بقوة لحسم الأمور، في صفقة وصفتها بعض وسائل الإعلام بأنها "ضربة موجعة" للنصر، خاصة أنها جاءت بعد محاولات جادة لتجديد عقد اللاعب.
أما على الصعيد الشخصي، فإن انتقال لاجامي إلى الهلال يشكل تحديًا جديدًا ومسؤولية كبيرة، إذ سيكون مطالبًا بإثبات نفسه في فريق مليء بالنجوم، وجماهير لا تقبل بأقل من الذهب.
وسيكون تحت المجهر منذ اليوم الأول، خصوصًا أن الكثيرين سيقارنون بين أدائه في النصر ومستواه في الهلال.
في ظل ارتفاع مستوى المنافسة في دوري روشن، والتحضيرات المكثفة لكأس العالم للأندية، فإن صفقة علي لاجامي تمثل أحد أهم تحركات الهلال في السوق الصيفي.
وإذا تمكن اللاعب من الاندماج سريعًا وإثبات جدارته، فقد يكون أحد المفاتيح الأساسية لتحقيق نتائج إيجابية في البطولة العالمية.
ولكن في المقابل، تظل التحديات كبيرة، سواء على المستوى الفني أو الجماهيري، إذ سيتعين على لاجامي التعامل مع الضغوط الإعلامية والانتقادات المحتملة بسبب انتقاله من نادٍ جماهيري كبير إلى غريمه التقليدي.