تستعد إدارة نادي برشلونة بقيادة المدير الرياضي ديكو للدخول بقوة في سوق الانتقالات الصيفي المقبل، بهدف تدعيم صفوف الفريق تحت قيادة المدرب الألماني هانزي فليك، الذي يسعى للبناء على النجاحات التي حققها النادي في الموسم الماضي، بحصده الثلاثية المحلية.

 

برشلونة يفتح باب الميركاتو الصيفي بتحركات جادة لضم راشفورد ودياز

وفي ظل الرغبة في الحفاظ على التوازن بين الأداء الفني العالي والقدرة الاقتصادية المتواضعة، بدأ البارسا تحركاته مبكرًا لتحديد الأسماء التي يمكن أن تمثل إضافة نوعية لتشكيلته، حيث جاء اسم الجناح الإنجليزي ماركوس راشفورد على رأس القائمة.

 

راشفورد هدف رئيسي رغم التحديات

بحسب صحيفة "سبورت" الكتالونية، فإن إدارة برشلونة وضعت راشفورد، لاعب مانشستر يونايتد والمعار إلى أستون فيلا، ضمن أولوياتها، وذلك بعد الأداء الاستثنائي الذي قدمه مع الفيلانز خلال النصف الثاني من الموسم.

 

وقد تمكن راشفورد من استعادة بريقه بشكل ملحوظ، بعد تراجع مستواه مع مانشستر يونايتد والدخول في صدامات مع إدارة النادي والجهاز الفني بقيادة روبن أموريم.

 

الصحيفة أوضحت أن راشفورد نفسه أبدى رغبة كبيرة في ارتداء قميص برشلونة، وعبرعن استعداده لتقديم تنازلات مادية من أجل تسهيل عملية الانتقال ومع ذلك، تظل المشكلة الرئيسية متمثلة في الراتب المرتفع الذي يتقاضاه اللاعب الإنجليزي، والذي يتجاوز السقف المالي الذي تعتمده إدارة برشلونة، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها النادي منذ سنوات.

 

قيمة الصفقة ومستقبل اللاعب في مانشستر يونايتد

تشير التقارير إلى أن مانشستر يونايتد قد حدد سعر بيع اللاعب بـ48 مليون يورو، وهي قيمة مقبولة نوعًا ما بالنسبة لإدارة برشلونة، لكنها لا تزال تمثل عبئًا ماليًا في حال لم يتم التوصل إلى صيغة مرنة بشأن الراتب ويبدو أن النادي الإنجليزي لا ينوي الاحتفاظ باللاعب، بل يسعى للتخلص من عبء راتبه الكبير وإنهاء العلاقة معه نهائيًا، خاصة أن العقد الحالي يمتد حتى عام 2028.

 

علاقة راشفورد بإدارة يونايتد والمدرب أموريم وصلت إلى طريق مسدود منذ أشهر، بعدما تم استبعاده من التشكيلة الأساسية وفتح الباب أمام رحيله في الشتاء الماضي ولهذا فإن جميع الأطراف تتفق على ضرورة إيجاد حل سريع يُنهي الارتباط بين الجانبين، ويفتح لراشفورد المجال أمام بداية جديدة.

 

لويس دياز.. الخيار الأول في قائمة برشلونة

رغم الاهتمام الجاد بضم راشفورد، فإن الاسم الأبرز على طاولة إدارة البلوغرانا يبقى لويس دياز، جناح نادي ليفربول ويعد دياز اللاعب المفضل لدى هانزي فليك لتدعيم مركز الجناح، نظرًا لإمكاناته العالية وقدرته على اللعب في أكثر من مركز هجومي، إضافة إلى روحه القتالية العالية داخل الملعب.

 

اللاعب الكولومبي أبدى بدوره انفتاحًا على فكرة الانتقال إلى برشلونة، إلا أن إدارة ليفربول، وبحسب ما ذكرت "سبورت"، غير مستعدة للتفاوض على سعر مخفض، بل قدمت بالفعل عرضًا لتجديد عقد دياز، في إشارة واضحة إلى رغبتها في الاحتفاظ به وعدم السماح برحيله بسهولة.

 

وفي المقابل، يدرك برشلونة أن ضم دياز سيكون مكلفًا من الناحية المالية، لكن في حال تعذر التوصل إلى اتفاق بشأنه، فإن خيار راشفورد قد يعود إلى الواجهة، خاصة إذا أبدى مانشستر يونايتد مرونة أكبر في شروط الصفقة.

 

تحركات محسوبة وواقعية

تسعى إدارة برشلونة إلى التعامل بحذر في سوق الانتقالات، من خلال التركيز على اللاعبين الذين يمتلكون رغبة صريحة في ارتداء القميص الكتالوني، إلى جانب دراسة التكاليف المالية بشكل دقيق لتفادي العودة إلى المشاكل التي عانى منها النادي خلال السنوات الأخيرة بسبب الإنفاق المفرط.

 

صفقة راشفورد رغم تعقيدها، تعد مثالاً على هذه السياسة الجديدة، حيث لن يقدم النادي على إتمامها ما لم تتحقق الشروط المالية الملائمة وهو ما أكده التقرير الصحفي الذي أشار إلى أن مفاوضات سابقة جرت بين الطرفين في يناير الماضي، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حينها بسبب العوامل المالية.

 

مع اقتراب موعد انطلاق بطولة كأس العالم للأندية التي ستلعب بنظامها الجديد، بالإضافة إلى الاستعداد لموسم تنافسي قوي محليًا وأوروبيًا، يبدو أن إدارة برشلونة حريصة على إنهاء التعاقدات الكبرى مبكرًا، لضمان تكامل الصفوف مع بداية المعسكر الصيفي.

 

وإذا ما نجح النادي في حسم صفقة مثل راشفورد أو دياز، فستكون بمثابة دفعة معنوية كبيرة للمدرب الجديد هانزي فليك، الذي يراهن على لاعبين قادرين على تنفيذ أفكاره التكتيكية الطموحة.

 

وبين الرغبة في التعاقد وتحديات الواقع المالي، تبقى كلمة الحسم في يد ديكو وإدارته، التي تخوض واحدة من أكثر فترات الانتقالات حساسية في تاريخ النادي.