في خضم التحضيرات لموسم الانتقالات الصيفي، عاد اسم علي البليهي، مدافع نادي الهلال السعودي، ليتصدر العناوين من جديد، وسط تضارب الأنباء حول مستقبله مع "الزعيم".
مستقبل علي البليهي بين البقاء والرحيل عن الهلال
وبين تقارير تشير إلى قرب تجديد عقده، وأخرى تؤكد تلقيه عروضًا للرحيل، يبدو أن اللاعب المخضرم يقف على مفترق طرق قد يحدد ملامح محطته الكروية الأخيرة.
نهاية عقد.. وبداية مرحلة
علي البليهي الذي يبلغ من العمر 35 عامًا، انضم إلى الهلال عام 2017 قادمًا من نادي الفتح، وساهم خلال مسيرته مع الفريق في تحقيق 13 لقبًا، ما جعله أحد أبرز أعمدة الدفاع في الكرة السعودية خلال السنوات الأخيرة لكن وعلى الرغم من هذا التاريخ الحافل، فإن مستقبله مع الفريق لا يبدو مضمونًا في ظل المعطيات الحالية.
من المقرر أن ينتهي عقد البليهي مع الهلال خلال الأيام القليلة المقبلة، وحتى الآن لم يصدر أي إعلان رسمي من النادي بشأن تجديد عقده أو رحيله، ما فتح الباب أمام التكهنات بشأن المرحلة القادمة للاعب الذي كان يومًا ما صخرة في الخط الخلفي.
انتقادات متزايدة وتراجع في الأداء
الموسم الحالي لم يكن الأفضل بالنسبة للبليهي، حيث تعرض لسلسلة من الانتقادات اللاذعة من قبل عدد من النقاد الرياضيين وجماهير الهلال، الذين طالبوا بشكل صريح بعدم استمراره مع الفريق.
وقد ركزت الانتقادات على ما وصفوه بـ "التراجع الكبير" في مستوى اللاعب، سواء من الناحية الفنية أو التكتيكية، إضافة إلى بطء الحركة وسوء التمركز، ما جعله في نظر البعض ثغرة واضحة في دفاع الهلال.
وقد تجلى هذا التراجع في تلقي الفريق لعدد من الأهداف السهلة خلال مباريات حاسمة، وهو ما أرجعه بعض المحللين إلى ضعف أداء البليهي، الأمر الذي ساهم في تزايد الأصوات المطالبة بتجديد دماء الخط الخلفي للفريق.
عروض من أندية محلية.. وتوجه جديد للهلال
بحسب ما أوردته صحيفة "عكاظ"، فإن البليهي تلقى بالفعل عرضين رسميين من ناديين في دوري روشن السعودي، أحدهما من نادي الاتفاق والآخر من الفتح، وهو النادي الذي سبق له اللعب فيه قبل الانضمام إلى الهلال.
هذه العروض تفتح الباب أمام احتمالية رحيله عن الفريق الأزرق، خاصة في ظل التوجه الجديد للإدارة بعد التعاقد مع المدافع علي لاجامي قادمًا من النصر.
الإعلامي الرياضي حواس العايد أكد في تصريحات تلفزيونية أن البليهي لن يكون ضمن صفوف الهلال الموسم المقبل، مشيرًا إلى أن الإدارة تفكر في تجديد عقد اللاعب مع خيار الإعارة، كنوع من التكريم لمسيرته الطويلة مع الفريق، مع الإفساح في المجال للعناصر الشابة.
قرار صعب وإرث ثقيل
الواقع أن إدارة الهلال تواجه معضلة ليست سهلة من جهة، البليهي يمثل جزءًا من الجيل الذهبي الذي قاد الهلال للسيطرة على البطولات المحلية والقارية خلال السنوات الماضية، ومن جهة أخرى فإن الأداء المتراجع للاعب وتقدمه في العمر يفرضان إعادة النظر في مستقبله.
إدارة أي نادٍ تبحث دومًا عن التوازن بين الوفاء للاعبين الذين صنعوا التاريخ وبين متطلبات المنافسة والتجديد وفي حالة البليهي، فإن القرار سيكون حساسًا للغاية، خاصة أن الجماهير تنقسم بين من يطالب بتكريمه ومن يرى أن الاستمرار في الاعتماد عليه قد يضر بمصلحة الفريق.
هناك عدة سيناريوهات ممكنة لمستقبل علي البليهي. السيناريو الأول هو التجديد مع الهلال مع تقليص دوره تدريجيًا داخل الفريق، سواء عبر إشراكه في مباريات محددة أو من خلال منحه دورًا قياديًا في غرفة الملابس.
السيناريو الثاني يتمثل في خروجه بنظام الإعارة إلى نادٍ آخر في دوري روشن، وهو حل وسط قد يرضي جميع الأطراف أما السيناريو الثالث فهو الرحيل النهائي عن الهلال، إما بالانتقال إلى أحد الأندية المهتمة أو عبر الاعتزال في حال لم يرغب في خوض تجربة جديدة.
علي البليهي لم يكن مجرد مدافع تقليدي في تشكيلة الهلال، بل كان رمزًا للقتالية والانضباط داخل الملعب، وكان له دور كبير في تتويج الفريق بالعديد من البطولات لكن كرة القدم، كعادتها، لا تعترف بالماضي وحده، بل تحكمها اللحظة والجاهزية والمشهد اليوم يقول إن الهلال يفكر جديًا في التجديد، والبليهي قد يكون الضحية القادمة لهذا التحول.