في ليلة فنية استثنائية احتضنتها مدينة لوس أنجلوس يوم 13 مايو 2025، توّجت النجمة العالمية جانيت جاكسون، البالغة من العمر 59 عامًا، بجائزة "الأيقونة" خلال حفل توزيع جوائز الموسيقى الأمريكية، تقديرًا لمسيرتها الغنية وتأثيرها العميق على المشهد الفني العالمي، ولتكون بذلك واحدة من القلائل الذين كُرّموا بهذه الجائزة الرفيعة عبر تاريخ الحدث.
جانيت جاكسون تحصد جائزة "الأيقونة" في جوائز الموسيقى الأمريكية 2025
جانيت جاكسون التي لم تؤد أي عرض غنائي مباشر عبر التلفزيون منذ عام 2018، خطفت الأضواء بأداء مبهر افتتحت به فقرتها على المسرح، حيث غنّت أغنيتها الشهيرة Someone to Call My Lover، وسط تفاعل حماسي من الجمهور.
ثم قدمت عرضًا مميزًا لأغنية All for You، تخلله عزف منفرد على الغيتار عزز من الطابع الاحتفالي للعرض، ليكون بحق لحظة استثنائية في تاريخ الحفل.
العودة القوية لجاكسون أثبتت مرة أخرى قدرتها على السيطرة على خشبة المسرح بأدائها الحي، وصوتها العاطفي، وحضورها الطاغي، بعد مسيرة فنية بدأت منذ أكثر من أربعة عقود، رسخت فيها مكانتها كواحدة من أكثر نجمات البوب تأثيرًا في العالم.
تكريم مستحق… وكلمات من القلب
الفنانة والمخرجة الأمريكية تاشا سميث قدمت الجائزة لجاكسون، وأثنت في كلمتها على إسهاماتها الفنية وريادتها كرمز للمرأة في عالم الموسيقى، مشيرة إلى أن "جانيت لم تكن فقط مغنية موهوبة، بل مصدر إلهام للأجيال، بصوتها، ورسائلها، وجرأتها".
جاكسون، في كلمتها المؤثرة بعد تسلم الجائزة، أظهرت تواضعها وأصالتها، قائلة: "لم نسعَ للشهرة يومًا، بل نشأنا على حب الفن. كل ما تحقق كان ثمرة العمل الجاد والتفاني".
وأضافت:"قصة عائلتي تعكس الحلم الأمريكي الحقيقي. أنا فخورة بأصولي، وبعائلتي، وأتمنى أن أكون مصدر إلهام لكل فنان شاب يسعى لتحقيق حلمه".
واختتمت كلمتها برسالة روحية مميزة، شكرت فيها جمهورها وفريق عملها، قائلة: "بفضلكم وبفضل الله أنا هنا اليوم. اجعلوا الله حاضرًا في كل جانب من حياتكم".
تتويج لمسيرة لا تُنسى
حصول جانيت جاكسون على جائزة "الأيقونة" يُعد تتويجًا طبيعيًا لمسيرة حافلة بدأت منذ أن كانت جزءًا من العائلة الموسيقية الأشهر في العالم، "عائلة جاكسون"، ونجحت في أن تبني هويتها المستقلة بعيدًا عن ظل شقيقها الراحل مايكل جاكسون.
خلال رحلتها، أصدرت جاكسون أكثر من عشرة ألبومات، وحققت مبيعات تجاوزت 100 مليون نسخة، كما حفرت لنفسها مكانة خاصة بأسلوبها الذي يجمع بين الموسيقى، والرقص، والرسائل الاجتماعية والسياسية.
سبق أن نالت هذه الجائزة أسماء لامعة مثل ريهانا في 2013، وليونيل ريتشي في 2022، ما يضع جانيت ضمن قائمة نخبة الفنانين الذين أصبحوا رموزاً خالدة في تاريخ الموسيقى.
عروض لاس فيغاس… والاحتفال باليوبيل الذهبي
لا تقتصر عودة جانيت جاكسون على هذا التكريم فحسب، بل تتزامن أيضًا مع انطلاق سلسلة عروضها الخاصة في لاس فيغاس تحت عنوان "Janet Jackson: Las Vegas"، والتي تتواصل من 21 إلى 31 مايو، في إطار احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيس جوائز الموسيقى الأمريكية.
من المتوقع أن تشهد العروض إقبالاً جماهيريًا واسعًا، خاصة مع تنامي اهتمام الجيل الجديد بفن جاكسون، والتقدير الكبير الذي تكنّه لها الجماهير القديمة التي عاشت لحظات صعودها وشهدت تحوّلها إلى واحدة من أقوى رموز البوب.
ما يجعل جانيت جاكسون أيقونة حقيقية ليس فقط موسيقاها أو استعراضاتها، بل شخصيتها الإنسانية التي تجمع بين التواضع، والتعبير الصادق، والدعوة الدائمة للتمسك بالقيم الروحية.
وقد عبر الكثير من الفنانين والنقاد عن سعادتهم بتكريمها، مؤكدين أن الجائزة لم تأتِ فقط تكريمًا لماضيها، بل اعترافًا بأنها لا تزال قادرة على التأثير في الحاضر والمستقبل.
في زمن تتغير فيه ملامح الساحة الفنية بسرعة، تبقى شخصيات مثل جانيت جاكسون ركيزة أساسية في حفظ هوية الفن الأصيل، وتجسيد المعنى الحقيقي للنجومية التي تقوم على الموهبة، والعمل الجاد، والصدق مع النفس والجمهور.