تواجه الفنانة المصرية آية سماحة أزمة متصاعدة تهدد مستقبلها المهني، بعد أن أثارت تصريحاتها الحادة ضد الفنانة المعتزلة مشيرة إسماعيل جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحدثت انقساماً حاداً في الوسط الفني والإعلامي، وسط تحرك رسمي من نقابة المهن التمثيلية قد يؤدي إلى سحب تصريح مزاولتها للمهنة.
أزمة آية سماحة ومشيرة إسماعيل: فنانة شابة في مواجهة مع رموز الفن والنقابة تتدخل
بدأت فصول الأزمة عندما تقدمت الفنانة مشيرة إسماعيل ببلاغ رسمي ضد عيادة بيطرية تقع في الطابق الأرضي من العقار الذي تقيم فيه منذ أكثر من 40 عامًا، على خلفية مخالفات تتعلق بقوانين البناء والضوضاء والمخاوف البيئية المرتبطة بتربية الكلاب داخل العقار.
البلاغ أسفر عن إغلاق العيادة، وهو ما أثار غضب الفنانة الشابة آية سماحة، التي لجأت إلى منصات التواصل الاجتماعي لتُعبر عن استيائها، حيث هاجمت إسماعيل بشكل شخصي، وكتبت في منشور مثير للجدل: "هي مين مشيرة إسماعيل دي عشان تبلغ عن عيادة بيطرية والعيادة تتشمع بالحيوانات اللي جواها؟ العيادة مرخصة وورقها سليم!".
وفي منشور لاحق، استخدمت نبرة أكثر حدة، ملمّحة إلى التناقض بين تدين الفنانة المعتزلة وقرارها بإغلاق العيادة، قائلة: "مش مهم الحيوانات تموت... المهم مشيرة متزعلش! مش هي دي المعتزلة المحجبة المتدينة؟".
ردود فعل غاضبة وتحقيق نقابي مرتقب
تصريحات آية سماحة قوبلت بعاصفة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها الكثيرون إساءة غير مبررة لفنانة من رموز جيل الثمانينات والتسعينات، عرفت بالاعتزال المبكر والتفرغ لحياتها الخاصة، دون أن تُثير الجدل أو تدخل في صراعات فنية.
نقابة المهن التمثيلية لم تقف صامتة أمام هذا التصعيد، حيث أصدر نقيبها، الدكتور أشرف زكي، بيانًا أكد فيه أن النقابة ترفض بشكل قاطع أي تجاوز أو إساءة من فنان تجاه زميله، خاصة إن كان من الفنانين الكبار أو المعتزلين، مشيرًا إلى أنه سيتم عقد اجتماع عاجل للنظر في الشكاوى المقدمة ضد سماحة، والتي قد تفضي إلى سحب تصريح عملها الفني.
وقال زكي: "لن يسمح بأي شكل من الأشكال باستمرار مثل هذه السلوكيات داخل الوسط الفني، ويجب أن يكون هناك التزام بأدبيات المهنة واحترام الرموز الفنية".
اعتذار متأخر... لكن العاصفة مستمرة
وبعد اشتداد موجة الانتقادات، لجأت آية سماحة إلى تقديم اعتذار رسمي عبر صفحتها على "فيسبوك"، قالت فيه: "أعتذر للفنانة الكبيرة مشيرة إسماعيل عن هجومي المندفع بشكل متهور وغير مناسب. أحترم وأقدّر تاريخها الفني العريق، ولم يكن قصدي الإساءة إليها بأي شكل".
إلا أن هذا الاعتذار لم يكن كافيًا في نظر كثير من الفنانين والمعلقين، الذين رأوا فيه محاولة لاحتواء الأزمة بعد فوات الأوان، خصوصاً مع اتساع رقعة المقاطعة، إذ قرر عدد من الصحفيين والمصورين مقاطعة سماحة خلال حفل فني مؤخراً، ورفضوا إجراء مقابلات معها، في إشارة إلى حجم التوتر والرفض داخل الوسط الإعلامي كذلك.
زوجها يزيد النار اشتعالاً
ولم تكن هذه الأزمة الوحيدة التي أثارت الجدل حول آية سماحة في الفترة الأخيرة، فقد تعرضت لهجوم بسبب تصريحات سابقة لزوجها، المخرج محمد السباعي، الذي هاجم الصحفيين بشدة خلال تغطيتهم لجنازات الفنانين، مما أدى إلى حالة استياء في أوساط الإعلاميين الذين رأوا أن تصريحاته تحمل ازدراءً للعمل الإعلامي.
آية سماحة، التي اعتُبرت خلال السنوات الأخيرة من الوجوه الشابة الصاعدة في السينما والدراما المصرية، تجد نفسها اليوم في موقف حرج قد يلقي بظلاله على مسيرتها، خصوصًا إذا ما أقدمت النقابة على تفعيل إجراءات سحب تصريح العمل، وهو إجراء نادر، لكنه مطروح على الطاولة في ظل غضب النقابة والمجتمع الفني.
في المقابل لا تزال الفنانة مشيرة إسماعيل تحتفظ بصمتها النسبي، واكتفت بتوضيح قانوني عبر لقاء تلفزيوني، أكدت فيه أن شكايتها ضد العيادة تستند إلى وقائع فعلية، تتعلق بمخالفات البناء ومخاوف بيئية وصحية، وليس لها علاقة بأي موقف شخصي أو عدائي.
تبقى فصول هذه الأزمة مفتوحة على تطورات متعددة، قد تشمل تحقيقات نقابية رسمية، أو إجراءات أكثر حسمًا في حال تكررت التجاوزات في الوقت ذاته، تمثل القضية اختبارًا حقيقيًا لكيفية تعامل النقابات المهنية مع القضايا الأخلاقية والسلوكية في زمن تتحكم فيه وسائل التواصل الاجتماعي بسردية المشهد.
ما هو مؤكد أن الساحة الفنية لم تعد تتسع لتصرفات غير محسوبة، خاصة عندما تتعلق برموز الفن، أو تتجاوز الأعراف المهنية، في ظل رقابة مجتمعية وإعلامية متزايدة لا تترك الخطأ يمر مرور الكرام.