في مشهد احتفالي مفعم بالبهجة والتقاليد، أعلنت إدارة منتزه "أوشن بارك" الترفيهي في هونغ كونغ، اليوم الثلاثاء، عن تسمية أول توأم من الباندا العملاقة يولدان محليًا بأسماء "جيا جيا" و"دي دي"، في حفل حضره عدد من المسؤولين والزوار وسط تغطية إعلامية واسعة.

 

تسمية توأم الباندا في هونغ كونغ: "جيا جيا" و"دي دي" يشعلان البهجة ويعززان آمال السياحة

هذا الإعلان الذي طال انتظاره يأتي بعد نحو تسعة أشهر من ولادة التوأم في أغسطس الماضي، في حدث وصف حينها بالتاريخي، إذ أصبحت والدتهما، "ينغ ينغ"، أكبر أم لباندا في العالم.

 

ومنذ ذلك الحين، تحوّل التوأم إلى نجمين شعبيين داخل وخارج هونغ كونغ، مع تدفق الزوار لرؤيتهما ومتابعة تطورهما عن كثب.

 

أسماء تحمل دلالات عميقة

أوضح مسؤولو المنتزه أن اختيار الاسمين جاء بعد إطلاق مسابقة عامة شارك فيها أكثر من 35,700 شخص من سكان هونغ كونغ، ما يعكس الحماس الكبير والانخراط المجتمعي في الحدث وقد تم اختيار الاسمين "جيا جيا" و"دي دي" لما يحمله كل منهما من رمزية ثقافية وإيجابية.

 

الاسم "جيا" الذي أُطلق على الأنثى، يعني النعمة والدعم والأسرة، ويرمز إلى الازدهار الوطني وسعادة الناس أما اسم "دي"، الذي حمله الذكر، فهو يحمل دلالات النجاح والفضيلة، ويعكس طموحات هونغ كونغ في التقدم وتحقيق النجاحات.

 

اللافت أن الاسمين ليسا فقط محمّلين بالمعاني، بل يتشابهان أيضاً مع تعبيرات شائعة باللهجة الكانتونية، حيث تعني "جيا جيا" حرفياً "الأخت الكبرى"، و"دي دي" تعني "الأخ الصغير"، وهما مصطلحان مألوفان لدى كثير من العائلات في المدينة، مما أضفى بعداً عاطفياً وارتباطاً شخصياً لدى السكان.

 

رسالة ناعمة من الصين… و"اقتصاد الباندا"

أشار باولو بونغ، رئيس مجلس إدارة "أوشن بارك"، إلى أن هذه الأسماء تعكس التراث الثقافي للصين، وتُظهر الإبداع في المزج بين الماندرين والكانتونية وأكد أن تسمية التوأم تمثل فرصة لتعزيز الروابط المجتمعية والتقاليد المحلية.

 

لكن هذا الحدث لا يقتصر فقط على الجوانب الرمزية والعائلية فالحديث عن "اقتصاد الباندا" بات يتردد بقوة في هونغ كونغ، حيث يرى المراقبون في ولادة التوأم فرصة ذهبية لتنشيط قطاع السياحة، وجذب الزوار المحليين والدوليين إلى المدينة.

 

يذكر أن "أوشن بارك" يضم حالياً ستة من حيوانات الباندا العملاقة، جلبت من الصين في إطار برنامج إعارة طويل الأمد.

 

الباندا، التي تعد رمزاً وطنياً غير رسمي للصين، لعبت دوراً دبلوماسياً منذ عقود عبر ما يعرف بـ"دبلوماسية الباندا"، حيث تستخدمها بكين كأداة للقوة الناعمة في تعزيز علاقاتها مع الدول الأخرى.

 

والآن في ظل التحديات الاقتصادية والسياحية التي تواجه هونغ كونغ، يبدو أن هذه الحيوانات الظريفة تتحول إلى ورقة استثمارية جديدة على المستوى المحلي.

 

رعاية مكلفة وآمال كبيرة

ورغم البهجة المحيطة بولادة وتسمية التوأم، فإن التكلفة العالية لرعاية الباندا في الأسر تظل تحدياً كبيراً أمام المنتزه، الذي يسعى جاهداً للعودة إلى الربحية بعد سنوات من الانكماش المرتبط بجائحة كوفيد-19.

 

وقد عبر مسؤولو المنتزه عن أملهم في أن تسهم شهرة التوأم في تعزيز المبيعات والزيارات، وربما حتى في فتح الباب أمام شراكات تجارية أو حملات دعائية جديدة.

 

المسؤولون عن رعاية التوأم أكدوا أن "جيا جيا" و"دي دي" بصحة جيدة، ويتطوران بشكل طبيعي. ومع مرور الوقت، من المتوقع أن يلعبا دوراً محورياً في برامج التوعية البيئية، وأن يكونا واجهة للجهود المستمرة في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.

 

تسمية "جيا جيا" و"دي دي" ليست مجرد فعل رمزي، بل تمثل لحظة تجديد في علاقة المجتمع المحلي مع الطبيعة، وتعيد التذكير بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي إنها قصة تربط بين الثقافة والهوية والمستقبل، في وقت تسعى فيه هونغ كونغ للبحث عن رموز جديدة للتفاؤل والوحدة.

 

وفي ظل هذه الأجواء الإيجابية، يتطلع السكان والزوار على حد سواء إلى متابعة نمو التوأم، الذين أصبحا ليس فقط نجمين في وسائل التواصل الاجتماعي، بل أيضاً عنواناً لمرحلة جديدة من الأمل والفرص في المدينة.