شهد نادي النصر السعودي خلال موسم 2024-2025 حالة من الزخم الكبير والطموحات العالية، مدعوماً بكوكبة من أبرز نجوم كرة القدم في العالم، وعلى رأسهم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، والسنغالي ساديو ماني، والبرازيلي أندرسون تاليسكا، وغيرهم من النجوم الذين كانوا مرشحين لصناعة موسم تاريخي.

 

موسم النصر الصفري 2024-2025: إخفاقات جماعية تُسائل الجميع

إلا أن هذه الأحلام الكبيرة تحولت إلى واقع محبط مع نهاية الموسم، بعد أن خرج "العالمي" خالي الوفاض من جميع البطولات، في موسم يُصنف على أنه "موسم صفري"، أي موسم دون أية ألقاب.

 

هذا الواقع المؤلم أثار الكثير من التساؤلات في الأوساط الرياضية والإعلامية، خصوصاً بين جماهير النصر التي كانت تعلق آمالاً عريضة على موسم وُصف مسبقاً بأنه سيكون استثنائياً.

 

وفي ضوء هذا الإخفاق، ظهرت مجموعة من الأسماء على طاولة "الاتهام" الرياضي، تمثل مختلف مكونات النادي، من الجهازين الفني والإداري، وصولاً إلى اللاعبين داخل الملعب.

 

المدرب السابق لويس كاسترو: البداية المتعثرة

يعتبر الكثير من المحللين أن المسؤول الأول عن ضياع الألقاب هو المدرب البرتغالي لويس كاسترو، الذي بدأ الموسم على رأس الإدارة الفنية للنادي فبالرغم من امتلاكه مجموعة من أفضل اللاعبين في الدوري السعودي، فشل كاسترو في تقديم منظومة متجانسة ومتماسكة تكتيكياً.

 

عانى الفريق في عهده من تذبذب في المستوى، وضياع نقاط سهلة أمام فرق أقل تصنيفاً، إلى جانب خروج مبكر أو غير مقنع من عدة بطولات، وهو ما دفع إدارة النادي إلى إقالته في وقت لاحق من الموسم.

 

كما أن خياراته الفنية أثارت كثيراً من الجدل، حيث فشل في توظيف النجوم بصورة فعّالة، ولم ينجح في خلق أسلوب لعب واضح ومؤثر، مما أفقد الفريق هويته داخل الملعب كل هذه العوامل وضعت كاسترو في واجهة الانتقادات، باعتباره أحد الأسباب الأساسية لفشل الموسم.

 

المدرب ستيفانو بيولي: الحل المؤقت غير المجدي

عقب رحيل كاسترو تولى الإيطالي ستيفانو بيولي مسؤولية تدريب الفريق وعلى الرغم من أن بيولي لم يكن موجوداً منذ بداية الموسم، إلا أنه لم ينجح في إحداث الفارق المنتظر تسلم بيولي المهمة في وقت صعب، وكان من المفترض أن يكون بمثابة طوق نجاة للفريق، لكنه لم يتمكن من تعديل المسار أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

فريق النصر في عهد بيولي لم يظهر بتحسن ملموس، بل واصل الأداء المتواضع، وخسر مباريات مهمة كانت كفيلة بإحياء آمال الجماهيرهذا الأداء خيب الآمال، وطرح علامات استفهام حول جدوى التعاقد مع بيولي في هذا التوقيت، مما أدرجه ضمن قائمة المسؤولين عن موسم النكسة.

 

غويدو فينغا: قرارات إدارية محيرة

الإدارة التنفيذية أيضاً لم تكن بعيدة عن الانتقادات فالرئيس التنفيذي السابق غويدو فينغا واجه انتقادات تتعلق بضعف الاستراتيجية العامة للنادي، وغياب الرؤية الواضحة في إدارة ملف كرة القدم.

 

يرى كثير من المتابعين أن عدم توفير بيئة استقرار مناسبة داخل النادي ساهم في زيادة الأزمات، بدءاً من التأخر في حسم صفقات ضرورية، وصولاً إلى التدخل أو التقصير في دعم الأجهزة الفنية.

 

كما أثيرت تساؤلات حول آليات اتخاذ القرار داخل النادي، وغياب الحوكمة الاحترافية في بعض الأمور، ما ألقى بظلاله على أداء الفريق في الميدان وبالنتيجة، فإن فينغا كان جزءاً من منظومة فشلت في إيصال الفريق إلى الألقاب رغم الإمكانيات المتاحة.

 

فرناندو هييرو: صفقات غير فعالة

المدير الرياضي فرناندو هييرو بدوره كان في مرمى الانتقادات فمسؤولية اختيار اللاعبين والتعاقد مع الجهاز الفني تقع ضمن اختصاصه المباشر وفي هذا الجانب، اعتبر كثيرون أن الصفقات التي أبرمها النصر خلال الموسم لم تقدم الإضافة الحقيقية المنتظرة، أو لم تتناسب مع احتياجات الفريق الفعلية، سواء على مستوى الخط الدفاعي أو في مراكز أخرى حيوية.

 

إضافة إلى ذلك، فشل هييرو في خلق انسجام واضح بين الجهاز الفني واللاعبين، كما غابت ملامح الاستراتيجية طويلة الأمد، وهو ما أثر سلباً على انسجام الفريق وأدائه الجماعي، وأدى إلى ضياع هوية واضحة في معظم المباريات المهمة.

 

اللاعبون: تقصير جماعي في الملعب

رغم وفرة النجوم داخل التشكيلة، لم يظهر اللاعبون بالمستوى المتوقع منهم الكتيبة النصراوية عانت من غياب الروح القتالية في عدة مباريات حاسمة، وارتكبت أخطاء فردية فادحة، كما بدا عدد من اللاعبين الكبار خارج مستواهم البدني والذهني.

 

ومع تكرار التراجع في الأداء، بدا أن الضغط الجماهيري والإعلامي كان له تأثير سلبي على أداء بعض العناصر، ما ساهم في تراجع نتائج الفريق.

 

ولعل أكبر انتقاد وجه للاعبين هو غياب الثبات، وعدم القدرة على حسم المواجهات المصيرية، وهو ما يعد أحد العوامل الرئيسية وراء عدم تحقيق أي بطولة لذلك، فإن المسؤولية لا تقع على عاتق مدرب أو إدارة فقط، بل هي مسؤولية جماعية.

 

إن نهاية موسم 2024-2025 بنهاية صفرية لا يجب أن ينظر إليها على أنها نهاية الطريق، بل كنقطة انطلاق لتصحيح المسار نادي النصر يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة، وموارد مالية وبشرية تؤهله ليكون على القمة لكن ذلك يتطلب إعادة نظر شاملة في السياسات الإدارية والفنية، والعودة إلى الأسس المهنية في التعاقدات وتخطيط المواسم.