تلقى نادي الزمالك المصري صدمة قوية بعد إعلان رحيل نجمه أحمد مصطفى "زيزو" بنهاية الموسم الجاري، وسط تأكيدات بتوصله لاتفاق نهائي للانضمام إلى النادي الأهلي، في صفقة أثارت موجة من الغضب والقلق في صفوف جماهير القلعة البيضاء.

 

الزمالك يفقد زيزو ويواجه خطر تكرار السيناريو مع حسام عبد المجيد

ورغم محاولات الإدارة لتجديد عقد اللاعب، إلا أن الخلاف المالي حول الراتب السنوي حال دون التوصل إلى اتفاق، في وقت حساس من مسيرة الفريق.

 

ويبدو أن الزمالك في طريقه لتكرار نفس السيناريو مع مدافعه الصاعد حسام عبد المجيد، أحد أبرز المواهب التي أثبتت جدارتها خلال الموسمين الأخيرين، والذي أصبح الآن محط أنظار المنافس المباشر الأهلي، في ظل رفضه تجديد العقد ومطالبته بزيادة راتبه السنوي بشكل كبير.

 

نهاية غير متوقعة لزيزو.. وسيناريو مقلق

رحيل زيزو نجم الزمالك والمنتخب المصري، يعد ضربة موجعة للفريق الأبيض، ليس فقط لفقدان لاعب مهم في تشكيل الفريق، بل لأن الوجهة المحتملة هي الأهلي، الخصم التقليدي.

 

وتأتي هذه الصفقة لتُعيد إلى الأذهان رحيل أسماء بارزة عن الزمالك خلال السنوات الأخيرة إلى نفس النادي، مثل إمام عاشور (عائدًا من الاحتراف) والمغربي أشرف بن شرقي الذي سبق وأن كان على رادار الأهلي.

 

رغم محاولة الزمالك الاحتفاظ بزيزو، فإن الخلاف حول الراتب السنوي، وتحديدًا رغبة اللاعب في تقاضي مبلغ يفوق السقف الموضوع من الإدارة، أدى إلى فشل المفاوضات.

 

الإدارة أكدت في بيان رسمي أنها لم تتوصل إلى اتفاق بسبب الشروط المالية، وهو ما يفتح الباب أمام رحيله دون مقابل بعد نهاية الموسم.

 

حسام عبد المجيد.. نجم صاعد يلوح بالرحيل

بعدما تألق مع الفريق الأول، وساهم بشكل مباشر في التتويج بلقب الدوري موسم 2021-2022، وواصل تطوره بالمشاركة في أولمبياد باريس 2024، بات حسام عبد المجيد (24 عامًا) أحد الأعمدة الدفاعية الأساسية في الزمالك.

 

لكن رغم ارتباطه بعقد ممتد حتى صيف 2027، بدأت ملامح أزمة جديدة تتشكل، بعدما رفض اللاعب حتى الآن تجديد أو تعديل بنود عقده إدارة النادي فتحت باب التفاوض المبكر، لكن اللاعب لم يستجب، فيما تشير مصادر إلى أنه وضع شروطًا مالية مرتفعة قد تصل إلى 20 مليون جنيه في الموسم، مقارنةً براتبه الحالي الذي لا يتجاوز 3 ملايين.

 

الاحتراف الخارجي أم الأهلي؟

اللاعب لمح في أكثر من مناسبة إلى رغبته في الاحتراف الأوروبي، خصوصًا بعد الظهور المشرف في أولمبياد باريس وقال حازم إمام، عضو لجنة التخطيط في الزمالك، إن الإدارة لا تمانع رحيله لأوروبا بشرط وصول عرض رسمي مناسب.

 

لكن في الوقت ذاته، دخل الأهلي على الخط، حيث يسعى لتعويض رحيل محمد عبد المنعم إلى نيس الفرنسي، ويبحث عن مدافع محلي بمواصفات عالية وتشير التقارير إلى أن حسام عبد المجيد ضمن قائمة المرشحين بقوة.

 

هذا الاهتمام الأحمر يعيد إلى الأذهان سيناريو زيزو، ويزيد من الضغوط على إدارة الزمالك، التي تبدو بين خيارين صعبين: الاحتفاظ باللاعب حتى نهاية عقده مع خطر رحيله مجانًا؛ بيعه مقابل عرض مالي كبير، وهو ما قد يُفهم من قبل الجماهير على أنه "تنازل جديد للمنافس".

 

عُقدة الوكيل العائلي

ما يزيد من تعقيد الملف أن شقيق حسام عبد المجيد هو من يدير أعماله، وهو ذات النهج الذي اتبعه زيزو مع والده، والذي أدى إلى فشل المفاوضات. ويبدو أن التعامل مع وكلاء عائليين أصبح أزمة حقيقية في الزمالك، خاصة عندما يقترن الأمر بشروط مالية صعبة وغياب المرونة في المفاوضات.

 

رسائل جماهيرية وإدارة في مأزق

جماهير الزمالك بدأت بالفعل تُعبّر عن مخاوفها عبر منصات التواصل، مع توجيه انتقادات لإدارة النادي بسبب "سوء إدارة ملف التجديدات"، محذرين من فقدان جيل كامل من النجوم لصالح المنافس، وسط غياب إستراتيجية واضحة للحفاظ على العناصر الأساسية.

 

الإدارة من ناحيتها، تدرك أن أي خسارة جديدة أمام الأهلي في سوق الانتقالات، ستكون مكلفة على المستوى الجماهيري والمعنوي، وقد تفقد الفريق توازنه قبل بداية الموسم الجديد.


يعيش نادي الزمالك واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخه الحديث، وسط ضغوط مالية وتحديات في الحفاظ على نجومه ومع اقتراب أحمد زيزو من التوقيع للأهلي، والخوف المتزايد من تكرار السيناريو مع حسام عبد المجيد، تبدو إدارة النادي مطالبة بتحركات أكثر حزمًا وشفافية أكبر مع الجماهير، لتجنب مزيد من الانهيار الفني والمعنوي؛ وإذا لم يتم كسر هذه الحلقة، فإن الزمالك قد يجد نفسه في موقف أكثر صعوبة من مجرد خسارة لاعب.