خيم الحزن على أجواء فريق برشلونة للسيدات بعد خسارة لقب دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال بنتيجة 1-0 في المباراة النهائية، لكن مشهدًا عاطفيًا لرئيس النادي جوان لابورتا خطف الأنظار وتحول إلى حديث الجماهير على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهر يحتضن لاعبات الفريق ويواسيهن في لحظة مؤثرة عكست عمق العلاقة التي تربطه بهن.
ورغم أن برشلونة دخل النهائي الأوروبي بأفضلية تاريخية وأداء مميز طوال البطولة، فإن هدفًا وحيدًا أحرزه الفريق الإنجليزي كان كافيًا لحسم المواجهة ومنح أرسنال اللقب القاري، بينما خرج الفريق الكتالوني مرفوع الرأس بعد أداء بطولي لم يُكتب له أن يُتوّج بالذهب.
بعد صافرة النهاية، اتجه لابورتا مباشرة إلى أرضية الملعب، حيث بدأ بمواساة اللاعبات واحدة تلو الأخرى، وظهرت لحظات حقيقية من التأثر الشديد، إذ لم يتمالك دموعه أثناء احتضانه لنجمتَي الفريق أليكسا بوتياس وأيتانا بونماتي، في مشهد وثقته عدسات الكاميرا وانتشر على نطاق واسع.
واعتبرت جماهير برشلونة هذا التصرف بمثابة رسالة دعم قوية من لابورتا للاعبات الفريق، مشيدين بإنسانيته ووقوفه إلى جانبهن في لحظة صعبة كهذه، وهو ما عكس احترامًا كبيرًا للدور المتصاعد الذي تلعبه كرة القدم النسائية داخل أروقة النادي.
لابورتا علّق على النتيجة بعد نهاية اللقاء بقوله: "قدمنا أفضل ما لدينا ونحن فخورون بهذا الفريق، هذه ليست النهاية بل بداية جديدة ومليئة بالطموح والنجاح".
وأضاف: "ما فعلته لاعباتنا هذا الموسم يظهر شجاعتهن، القتال والروح واضحة في هذا الفريق، وسنعود أقوى في الموسم القادم".
رسالة رئيس برشلونة لم تكن فقط موجهة إلى اللاعبات، بل شملت الجماهير أيضًا، حيث أراد التأكيد على أن هذه الهزيمة لن تنال من المشروع الطموح الذي يقوده النادي لتطوير كرة القدم النسائية، والذي بدأ يجني ثماره منذ سنوات من خلال التتويجات المحلية والأوروبية السابقة.
الفريق الذي اعتاد التواجد في النهائيات، كان قد حصد لقب دوري الأبطال للسيدات في مناسبتين سابقتين، ويبدو أن إدارة النادي مصممة على الحفاظ على هذا المستوى التنافسي، بل وتعزيزه مستقبلاً عبر دعم مستمر على الصعيدين الفني والنفسي.
مشهد لابورتا وسط اللاعبات لم يكن مجرد تعبير عاطفي عابر، بل حمل في طياته دلالة على الوحدة والتماسك داخل النادي، ورسالة أن الخسارة ليست نهاية، بل محطة تعلم تعزز العزيمة وتمهد الطريق للعودة.
وبينما غادر برشلونة البطولة الأوروبية هذا الموسم دون التتويج، فإن الروح التي ظهرت في تلك اللحظة أكدت أن ما يبنيه النادي يتجاوز حدود النتائج.