في تطور جديد ضمن حملة وزارة الصحة المصرية لمكافحة المراكز الطبية المخالفة، أعلنت السلطات غلق عيادتين جديدتين هما: "هليوبوليس التخصصية" ونورفي كلينك، المتخصصتين في الأمراض الجلدية، وذلك بعد أيام من إغلاق عيادة شام الذهبي، ابنة الفنانة السورية أصالة نصري، بسبب عدم استيفاء الشروط القانونية.
غلق عيادات غير مرخصة في مصر يسلط الضوء على أزمة المراكز الطبية الخاصة
بحسب بيان رسمي أصدره الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، فإن حملات التفتيش مستمرة على العيادات والمراكز الطبية الخاصة في مختلف المحافظات، للتأكد من التزامها بالمعايير الصحية وحيازتها التراخيص اللازمة من الجهات المختصة.
وأشار عبد الغفار إلى أنه أثناء المرور على عيادة هليوبوليس التخصصية، تبين أنها تعمل بدون ترخيص، وتحتوي على أدوية مجهولة المصدر وغير مسجلة لدى هيئة الدواء المصرية، كما تم رصد تخزين غير آمن للأدوية، بالإضافة إلى وجود أجهزة طبية (ليزر) غير مرخصة، وعينات تحاليل مخالفة.
أما في عيادة "نورفي كلينك"، فقد كشفت لجنة التفتيش عن وجود مخالفات في شروط الترخيص وعدم اتباع سياسات مكافحة العدوى، إلى جانب الاعتماد على طاقم طبي غير مؤهل.
كل هذه المخالفات استوجبت إصدار قرار فوري بغلق وتشميع العيادتين وتحرير محاضر قانونية لإحالتها للنيابة العامة.
عيادة شام الذهبي... بداية السلسلة
يأتي ذلك بعد أيام من الجدل الذي أثاره غلق عيادة شام الذهبي، حيث كشفت الحملة التفتيشية على مركزها الخاص بعدم وجود ترخيص رسمي، بالإضافة إلى ضبط أدوية غير مسجلة وأجهزة غير معتمدة، ما دفع الجهات الرقابية إلى اتخاذ قرار بإغلاق العيادة وتشميعها، مع إحالة الواقعة إلى النيابة للتحقيق.
حملات رقابية مشددة
تؤكد وزارة الصحة أن الحملات الرقابية لن تتوقف، وتهدف إلىحماية المرضى من المخاطر الطبية الناتجة عن التعامل مع مراكز غير مؤهلة؛ مكافحة ظاهرة المراكز التي تعمل دون ترخيص أو إشراف طبي معتمد؛ ضبط السوق الطبي وتنظيم الخدمات المقدمة بما يتماشى مع المعايير المهنية والقانونية.
تساؤلات مشروعة حول سوق الطب التجميلي
تسليط الضوء على هذه المخالفات، خاصة في عيادات الجلدية والتجميل، يثير تساؤلات مهمة حول النمو المتزايد لهذا القطاع في مصر، والرقابة المفروضة عليه فقد باتت عمليات التجميل والعناية بالبشرة واحدة من أكثر الخدمات طلبًا، ما شجع العديد من الجهات على فتح مراكز دون رقابة كافية أو خبرات طبية معتمدة.
ويحذر أطباء متخصصون من أن التعامل مع عيادات غير مرخصة قد يؤدي إلى نتائج صحية كارثية، تشمل العدوى، التشوهات، أو حتى فقدان الحياة في بعض الحالات، داعين إلى ضرورة التأكد من: وجود ترخيص ساري من وزارة الصحة؛ تسجيل الأدوية والأجهزة المستخدمة في هيئة الدواء؛ توافر فريق طبي معتمد ومؤهل؛ اتباع سياسات مكافحة العدوى الصارمة.
الحملة الحالية تعكس تحركًا حكوميًا جادًا لتنظيم قطاع الطب الخاص في مصر، خصوصًا في ظل انتشار مراكز التجميل والعيادات الخاصة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
وتؤكد الجهات المعنية أن صحة المواطن لا يمكن أن تكون مجالًا للتجريب أو الاستثمار غير المسؤول، وأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الإجراءات الرادعة ضد أي جهة تخالف القوانين الصحية المعمول بها.
وهو ما يعكس توجهًا عامًا لدى الدولة نحو إصلاح المنظومة الصحية الخاصة، وتوفير بيئة آمنة وموثوقة لتقديم الخدمات الطبية والتجميلية في آنٍ واحد