رغم أن الهزيمة الأخيرة للنادي الأهلي أمام الاتحاد في دوري روشن للمحترفين بدت وكأنها أغلقت الباب أمام مشاركته في كأس السوبر السعودي للموسم المقبل، إلا أن سيناريو غير معتاد، ومعقد للغاية، يمنح الفريق فرصة ضئيلة للعودة إلى دائرة المنافسة.

 

هذا السيناريو يعتمد على تداخل قرارات إدارية ونتائج ميدانية، بعضها لم يُحسم بعد وبعضها الآخر لا يزال في إطار الاحتمالات النظرية.

 

تأهل الفرق إلى كأس السوبر السعودي يتم وفقاً لنظام يضم بطل ووصيف دوري روشن، إلى جانب بطل ووصيف كأس خادم الحرمين الشريفين.

 

وحتى الآن، حجز كل من الاتحاد (بطل الدوري وأحد طرفي نهائي الكأس)، والهلال (وصيف الدوري)، والقادسية (طرف نهائي الكأس الثاني) مقاعدهم في البطولة.

 

ما يترك المقعد الرابع لصاحب المركز الثالث في الدوري، وهو ما يشغله النصر حالياً.

 

الأهلي يحتل مركزاً خلف النصر، ويعاني من فارق المواجهات المباشرة السلبي أمامه، ما يجعل تجاوز النصر يتطلب أكثر من تعثر عادي في الجولة الأخيرة.

 

الآمال الأهلاوية تنبع من قضيتين قانونيتين قد تؤثران على وضع النصر في جدول الترتيب، وتعيد توزيع البطاقات المؤهلة للسوبر.

 

الشرط الأول في هذا السيناريو هو قضية حارس العروبة رافع الرويلي، والتي اعترض عليها النصر بسبب مشاركته في إحدى المباريات.

 

رغم رفض لجنتي الانضباط والاستئناف للاحتجاج، رفع النصر القضية إلى مركز التحكيم الرياضي.

 

وفي حال رفض هذا المركز طعن النصر بشكل نهائي، فإن الفريق لن يحصل على أي نقاط إضافية من تلك المباراة.

 

أما الشرط الثاني، فهو أصعب وأكثر تعقيداً، ويتمثل في احتمال خصم نقاط من النصر على خلفية مزعومة تتعلق بمباراته أمام الوحدة.

 

لا توجد مصادر رسمية حتى الآن تؤكد هذا الاحتمال، لكن بعض التقارير أشارت إلى وجود اعتراض قانوني قد يؤدي، في حال قبوله، إلى خصم ثلاث نقاط من رصيد النصر.

 

إذا تحقق هذان الشرطان، فسيصبح رصيد النصر إما مساوياً أو أقل من رصيد الأهلي مع دخول الجولة الأخيرة من الدوري.

 

في هذه الحالة، يحتاج الأهلي إلى الفوز في مباراته الأخيرة، بينما يتعثر النصر بالتعادل أو الخسارة حتى يتمكن الأهلي من تجاوزه في الترتيب، مع أن المواجهات المباشرة لا تزال ترجح كفة النصر عند تساوي النقاط.

 

وإذا تعادل الأهلي في الجولة الأخيرة، فسيكون عليه أن يأمل بخسارة النصر لكي يتفوق عليه، وهو أمر ممكن نظرياً، لكنه يحتاج إلى تضافر سلسلة من الأحداث النادرة وغير المتوقعة.

 

المعضلة الحقيقية تبقى في احتمالية خصم النقاط، وهو أمر لم يتكرر كثيراً في الدوري السعودي، بالإضافة إلى أن قرار مركز التحكيم في قضية الرويلي لا يزال غير محسوم، وقد لا يأتي في توقيت يسمح بتغيير الترتيب النهائي للدوري.

 

كل هذه التعقيدات تجعل حلم الأهلي بالمشاركة في السوبر السعودي أقرب إلى المعجزة، لكنه يظل حلماً مشروعاً في عالم لا يخلو من المفاجآت.

 

جماهير الراقي، رغم إدراكها لصعوبة المهمة، لا تملك إلا الانتظار والترقب، آمِلة أن تأتي الأخبار من خارج الملعب هذه المرة لمصلحة فريقها، في وقت لا تزال فيه كل الاحتمالات، مهما بدت بعيدة، قائمة حتى صافرة النهاية.