في صباح الخميس 22 مايو 2025، سجل المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية هزة أرضية بلغت قوتها 6.24 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزها في البحر المتوسط بالقرب من جزيرة كريت اليونانية على عمق حوالي 68.9 كيلومترًا، وعلى بُعد 499 كيلومتراً شمال مرسى مطروح. وقد استمرت الهزة أقل من 15 ثانية إلا أنها كانت كافية ليشعر بها سكان محافظات القاهرة والإسكندرية والبحر الأحمر.
باشر جهاز الحماية المدنية وفرق الإنقاذ عملها فور ورود البلاغات، حيث جرى الانتشار الفوري لفرق التفتيش على المباني والمنشآت الحيوية للتحقق من مدى سلامتها، فيما أجرى جهاز المرور دورياته في الطرق الرئيسية تحسباً لأي تدافع أو زحام مفاجئ، وأكدت وزارة الداخلية أن التواجد الأمني سيبقى مكثفًا في المناطق الساحلية والمزارات السياحية لضمان سلامة المواطنين والمصطافين، فيما دعت المحافظات إلى تهيئة ملاجئ مبدئية في المناطق المنخفضة لأي طارئ.
تناقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للزلازل وهم يشعرون بهزة أرضية خفيفة في أماكن متفرقة من القاهرة، ولاحظ البعض اهتزاز الأضواء والمراوح في المنازل، فيما عبر آخرون عن حالة من القلق المتزامن مع تكرار هزات صغيرة سُجلت بعد الزلزال الأساسي، وقد لجأ بعض الأهالي إلى الخروج المؤقت إلى الشوارع المفتوحة حتى هدأت الأوضاع، مع تسجيل غرفة الطوارئ بالمرصد أربع هزات ارتدادية أقل من 4 درجات لم يتم الإبلاغ عن تأثيرها المادي أو البشري.
ينتشر في الحوض الشرقي للبحر المتوسط عدد من الفوالق النشطة التي تُسهم في حدوث الزلازل من حين لآخر، ويكون تأثيرها أحيانًا ملموسًا على سواحل مصر الشمالية، وتحرص الدول المُطلة على متابعة نشرات المراقبة البحرية خشية حدوث أمواج مد بحري “تسونامي” بسيطة، إلا أن المعطيات الأولية أكدت عدم وجود أي تغيرات ملحوظة في مستوى سطح البحر بعد الهزة، ما يقلل من مخاطر التسونامي على المناطق الساحلية ويتيح للمختصين مواصلة العمل بطمأنة الجمهور.
سبق لمصر أن شهدت هزات أرضية قوية خلال العقود الماضية، منها زلزال الإسكندرية عام 1992 الذي بلغت قوته 5.8 درجات وتسبب في أضرار مادية جسيمة مع عدد من الإصابات، واستفادت أجهزة الدولة من تلك التجارب لتطوير نظم الإنذار المبكر وتدريب فرق الإنقاذ والتدخل السريع، وكذلك تحديث معايير البناء المقاوم للزلازل في المشاريع الجديدة، كما تواصل الوزارة تنفيذ حملات توعية شهرية للمواطنين حول كيفية التصرف الصحيح عند حدوث هزة أرضية.
حذّر المتخصصون في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية من مخاطر التخلف عن تطبيق كود البناء المقاوم في الأبنية القائمة، مؤكدين على أهمية إجراء الفحص الدوري للهياكل الخرسانية وتثبيت الأثاث الثقيل داخل المنازل، ودعوا المواطنين إلى الاحتفاظ بمصادر إضاءة بديلة وغرف حجر نظيف لتفادي الأضرار في حال الهزات الكبيرة، مع تفعيل برامج التوعية في المدارس والجامعات لتعريف الأجيال الجديدة بأساسيات السلامة الزلزالية.
تبرز هزة 22 مايو 2025 كتنبيه جديد لأهمية الاستعداد الدائم والزمني للهزات المتوقعة في المنطقة، وتؤكد على أن العمل المنسق بين أجهزة الدولة والمواطنين هو الضمانة الكبرى للحد من الخسائر المحتملة، وتظل متابعة النشرات الجيولوجية والاستجابة السريعة أولى خطوات المواجهة الفعّالة لأي كوارث طبيعية مقبلة.