استيقظ إقليم شفشاون، شمال المغرب، فجر اليوم الخميس على وقع فاجعة إنسانية مروعة، بعد مصرع أربعة أفراد من أسرة واحدة في حريق شبّ داخل منزلهم الكائن في دوار أحسونن التابع لجماعة أونان الحادثة التي خلفت صدمة واسعة في المنطقة، كشفت مرة أخرى عن هشاشة البنية التحتية في القرى النائية، وضعف تدابير السلامة.

 

تفاصيل الحادث


بحسب ما أوردته الصحف المحلية، فقد التهمت النيران أجزاء كبيرة من المنزل، وأدت إلى تفحم جثث الضحايا بالكامل، وهم: الأب، والأم، وطفلتان إحداهما تبلغ من العمر خمس سنوات، والأخرى رضيعة لم تتجاوز عامها الأول مصادر مطلعة ذكرت أن الحريق اندلع في الساعات الأولى من الصباح، ورجحت أن يكون بسبب ماس كهربائي، غير أن التحقيقات لا تزال جارية للتأكد من الأسباب الحقيقية.

 

اكتشف الجيران الحريق بعد ملاحظتهم تصاعد الأدخنة واللهب، وسارعوا لمحاولة إخماده بوسائل بسيطة، لكن النيران كانت قد اجتاحت المنزل بالكامل وبعد دقائق، حضرت عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والسلطات المحلية إلى الموقع، حيث تمكنت من السيطرة على الحريق، ونقل جثث الضحايا إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي في شفشاون، تمهيدًا لإجراء تشريح طبي بناءً على تعليمات النيابة العامة.

 

في أعقاب الحادث، باشرت عناصر الدرك الملكي فتح تحقيق شامل تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للوقوف على ملابسات الحريق، ومعرفة إن كان ناتجًا عن تماس كهربائي أو نتيجة إهمال أو ظروف أخرى، خصوصًا في ظل غياب منظومة إنذار مبكر أو معدات إطفاء في المنزل.

 

خيم الحزن على سكان دوار أحسونن، الذين تجمّعوا قرب موقع الحادث، في مشهد مليء بالدموع والذهول الأهالي عبروا عن حزن عميق لفقدان الأسرة الصغيرة، معتبرين أن الفاجعة تسلط الضوء مجددًا على ضرورة تحسين ظروف العيش في القرى المغربية، خصوصًا ما يتعلق بتأمين السلامة الكهربائية وتوفير أجهزة إنذار ضد الحريق.

 

وطالب السكان بتدخل عاجل من الجهات المسؤولة لتوفير وسائل الحماية، وتكثيف حملات التوعية، وتزويد المنازل الريفية بأبسط وسائل الوقاية مثل أجهزة كشف الدخان أو طفايات الحريق، تفاديًا لتكرار مثل هذه المآسي.

 

الواقعة فتحت باب الجدل مجددًا حول ضعف البنية التحتية في القرى المغربية، وغياب الرقابة التقنية على التوصيلات الكهربائية، التي غالبًا ما تكون مرتجلة أو قديمة، ما يزيد من مخاطر حدوث حرائق مميتة.

 

ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى فتح ملف شامل حول السلامة المنزلية في المناطق الجبلية والريفية، والعمل على تحديث منظومة الإنارة، وإطلاق برامج دعم لتأهيل المنازل وتزويدها بمعدات أمان أساسية، خصوصًا في المناطق التي تشهد طقسًا قاسيًا أو ظروفًا اجتماعية صعبة.