في لحظة إنسانية مؤلمة، أعلنت الفنانة اليمنية أروى عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي وفاة والدتها بعد صراع طويل مع المرض، وتحديدًا مرض السرطان، الذي عانت منه لسنوات الخبر نزل كالصاعقة على جمهورها ومتابعيها الذين ارتبطوا بها كفنانة قريبة من قلوب الناس، وأيضًا كإنسانة تشاركهم تفاصيل حياتها وأصعب لحظاتها.

 

أروى اكتفت بمنشور مقتضب مؤثر، دعت فيه جمهورها إلى الترحم على والدتها، وطلبت الدعاء لها بالرحمة والمغفرة وبدا واضحًا في كلماتها حجم الألم والفقد الذي تعيشه، خصوصًا أن والدتها كانت بالنسبة لها الداعم الأول في حياتها، على المستوى الشخصي والمهني.

 

وقد تفاعل متابعو أروى مع هذا المنشور بسرعة كبيرة، حيث انهالت التعليقات التي حملت مشاعر العزاء والدعاء، إلى جانب رسائل دعم من جمهور واسع ينتمي لعدة دول عربية، وكذلك من زملائها في الوسط الفني الذين أعربوا عن تضامنهم معها في هذا المصاب الأليم.

 

وفقًا لمصادر إعلامية، فإن والدة أروى كانت قد خاضت معركة شاقة مع مرض السرطان، وخلال الأشهر الأخيرة تدهورت حالتها الصحية بشكل كبير، ما استدعى نقلها إلى المستشفى في أبريل 2025، وهو ما كشفته أروى سابقًا بنشر صورة مؤثرة لوالدتها وهي على سرير المرض، مرفقة بطلب للدعاء لها بالشفاء.

 

ورغم حرص أروى على إبقاء تفاصيل الحالة الصحية لوالدتها بعيدة عن الأضواء، فإن نبرة الألم التي بدت في منشوراتها الأخيرة كانت كافية لإدراك مدى سوء الوضع.

 

المؤلم أكثر في هذه القصة أن أروى كانت قد فقدت والدها أيضًا في ديسمبر من عام 2023، وهو ما يجعل هذا الفقد الجديد مضاعفًا من الناحية النفسية والإنسانية فأن تفقد الأب ثم الأم في أقل من عامين، يعني أن تتغير جذور الحياة بالكامل، وأن يواجه الإنسان شعور الوحدة بطريقة لم يعهدها من قبل.

 

وقد سبق لأروى أن تحدثت عن علاقتها الوثيقة بوالديها، وأشارت في مناسبات كثيرة إلى أن والدتها كانت مرجعها في كثير من قراراتها، وشريكتها في كل نجاح تحققه.

 

بعد إعلان الوفاة، شهدت منصات التواصل حملة دعم وتعاطف كبيرة من الوسط الفني العربي فقد حرص عدد من الفنانين والفنانات من مختلف الجنسيات على تقديم التعازي لأروى، منهم من شارك منشورات خاصة، ومنهم من تواصل معها بشكل مباشر، في تعبير واضح عن محبة صادقة واحترام كبير لها.

 

كما تداول المتابعون صورًا ومقاطع لأروى مع والدتها في مناسبات سابقة، مؤكدين أنها كانت دومًا ابنة بارّة، وأن رحيل والدتها يمثل خسارة كبيرة لها.

 

عرف الجمهور أروى كمغنية ومقدمة برامج ذات حضور لافت، لكن ما يميزها أيضًا هو الجانب الإنساني القوي في شخصيتها، والذي ظهر أكثر في السنوات الأخيرة من خلال تواصلها الصادق مع متابعيها فهي لا تكتفي بنقل أخبارها الفنية، بل تشارك لحظات الحزن والفرح مع جمهورها، مما قرّبها أكثر منهم وجعلها شخصية محبوبة على نطاق واسع.

 

ورغم التحديات الشخصية، لطالما تمسكت أروى بإيجابيتها، وقدّمت محتوى هادفًا عبر حساباتها، يتنوع بين الفني والاجتماعي وحتى التوعوي، وبرزت أيضًا كمؤثرة تُلهم كثيرين بخبراتها الحياتية ورؤيتها للواقع.