ألقت السلطات الفيتنامية القبض على نغوين ثوك ثوي تين، الحاصلة سابقًا على لقب ملكة جمال غراند إنترناشيونال، بتهمة الاحتيال التجاري والترويج المضلل لمنتج غذائي يعرف باسم Kiera Super Greens، زعم أنه غني بالألياف، لكنه اتضح أنه لا يحتوي إلا على نسبة ضئيلة جدًا منها.

 

ملكة جمال فيتنام السابقة خلف القضبان بسبب “حلوى الألياف

وبحسب ما نشرته صحيفة "الأمن العام" الفيتنامية، فإن تين كانت على علم مسبق بأن نسبة الألياف الموجودة في كل قطعة من الحلوى لا تتجاوز 0.935%، أي أقل بكثير مما تم الترويج له على أنه "يعادل طبقًا كاملًا من الخضروات".

 

ورغم معرفتها بهذه الحقيقة، شاركت تين في حملة تسويقية موسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، برفقة اثنين من المؤثرين المعروفين، فام كوانغ لينه وهانغ دو موك، حيث تم الترويج للمنتج على أنه "صحي، غني بالألياف، ويساعد على تحسين الهضم".

 

ما وراء الستار: السوربيتول والمكونات المخفية

أظهرت التحقيقات أن الحلوى احتوت على نسبة مرتفعة من السوربيتول، وهو محل صناعي معروف بتأثيره المُليّن للجهاز الهضمي، وقد يؤدي إلى الإسهال أو التقلصات المعوية عند استهلاكه بكميات كبيرة كما أشارت التقارير إلى وجود مكونات أخرى غير معلنة في تركيبة المنتج، ما يطرح تساؤلات حول سلامته الصحية.

 

أرباح بمئات الآلاف و30 ألف ضحية

كشف التحقيق أن المنتج تم بيعه لأكثر من 30 ألف عميل، بإجمالي يتجاوز 135 ألف عبوة، محققًا أرباحًا تجاوزت 655 ألف دولار أمريكي، قبل أن تبدأ الشكاوى في التزايد حول عدم فعالية الحلوى، وظهور آثار جانبية لدى بعض المستخدمين.

 

هذه الأرقام تعكس حجم الضرر الناتج عن الترويج المضلل للمنتجات الصحية، خاصة عندما تكون مدعومة من شخصيات شهيرة ومؤثرة في المجتمع.

 

اشتهرت نغوين ثوك ثوي تين بعد فوزها بلقب ملكة جمال بانكوك 2021، وذاع صيتها في فيتنام وخارجها بعد مشاركتها في مسابقات عالمية وقد وقّعت عقودًا مع عدد من العلامات التجارية الفاخرة، وأصبحت أول شخصية عامة في فيتنام تحصل على لقب "صديقة ديور" في مارس الماضي.

 

لكن هذه السمعة اللامعة تلقت ضربة قاسية بعد الكشف عن تفاصيل الفضيحة، حيث انقلب الرأي العام الفيتنامي ضدها، وتوالت المطالبات بتشديد الرقابة على المشاهير والمؤثرين الذين يروجون لمنتجات دون مراجعة مكوناتها أو اعتمادها من الجهات الصحية.

 

خلفية قانونية ومطالبات بمحاسبة المؤثرين

وتأتي هذه القضية في وقت تتزايد فيه الانتقادات للمؤثرين في فيتنام ودول أخرى، حيث يتهم الكثير منهم بترويج منتجات مغشوشة أو ضارة، مدفوعين بالعائد المادي دون الالتفات للمسؤولية الأخلاقية أو القانونية.

 

وبموجب القانون الفيتنامي، يواجه من يُدان بالترويج المضلل أو الغش التجاري عقوبات قد تشمل السجن والغرامات المالية ومصادرة الأرباح، فضلًا عن المسؤولية المدنية تجاه المتضررين.

 

تحولت قضية تين إلى قضية رأي عام، إذ يرى كثيرون أنها ليست مجرد حالة فردية، بل نموذج واضح لفجوة الرقابة على سوق المؤثرين، ويطالبون بضرورة فرض قوانين جديدة تجبر المؤثرين على الإفصاح الكامل عن مكونات المنتجات التي يروجون لها، وخضوع هذه المنتجات لفحص رسمي من جهات رقابية مستقلة.

 

كما يتوقع أن تمتد التحقيقات إلى الشركات المصنعة والموزعين، الذين سمحوا ببيع منتج يحمل مزاعم غير دقيقة، دون تقديم أدلة طبية أو علمية تدعمه.

 

سقوط نغوين ثوك ثوي تين من عرش الجمال إلى قفص الاتهام يعكس حجم التحول السريع في حياة المؤثرين حين تتحول الشهرة إلى أداة للغش، بدلًا من التوعية ومع تزايد عدد المؤثرين الذين يستخدمون منصاتهم لترويج المنتجات، تصبح الحاجة ملحة لتشريعات واضحة تحمي المستهلك وتردع الانتهاكات، حتى لا يتحول الإعلام الجديد إلى ساحة للفوضى التجارية المقنعة.