في لحظة صادقة ومؤثرة، فتحت النجمة الأمريكية جنيفير لورانس قلبها خلال مؤتمر صحفي للترويج لفيلمها الجديد "Die My Love"، والذي يعرض تجربة أم تواجه تحديات نفسية بعد الولادة وجدت لورانس في هذا الدور صدى قويًا لتجربتها الشخصية كأم، حيث تحدثت بصراحة عن الاكتئاب، القلق، والشعور بالعزلة الذي قد يواجه النساء بعد الإنجاب.

 

جنيفير لورانس تكشف عن معاناتها الشخصية مع اكتئاب ما بعد الولادة: "الأمومة غيّرتني كليًا"

وصفت لورانس تجربتها أثناء أداء شخصية "لين"، الأم التي تعاني من انهيار نفسي حاد بعد الولادة، بأنها واحدة من أكثر التجارب الشخصية التي عاشتها فنيًا. وقالت: "لم أكن قادرة دائمًا على فصل مشاعري عن مشاعر الشخصية... كان هناك تداخل كبير بين حياتي الحقيقية وبين ما تمر به لين".

 

ورغم كونها نجمة عالمية محاطة بفريق كبير من الدعم، أكدت لورانس أن الاكتئاب والقلق بعد الولادة يمكن أن يجعلا أي امرأة تشعر وكأنها وحيدة تمامًا، كما أن غياب نظام دعم فعّال يمكن أن يؤدي إلى تفاقم تلك المشاعر.

 

أشارت لورانس إلى أن اكتئاب ما بعد الولادة ما زال موضوعًا لا يتم الحديث عنه بما يكفي، رغم أنه يؤثر على واحدة من كل ثماني نساء وأوضحت أن هناك فرقًا كبيرًا بين ما يعرف بـ"كآبة ما بعد الولادة"؛ والتي تزول غالبًا خلال أيام – وبين الاكتئاب الفعلي، الذي قد يستمر لأشهر ويؤثر بعمق على الصحة النفسية والعلاقات الأسرية.

 

أعراض هذا الاكتئاب، بحسب المختصين، تشمل: الانسحاب الاجتماعي، نوبات بكاء متكررة، القلق الشديد، والشعور بعدم الكفاءة كأم وأكدت لورانس أن عرض هذه الحالة بشكل واقعي في الفيلم كان من أهم أسباب مشاركتها فيه.

 

التصوير أثناء الحمل

كشفت لورانس أنها كانت حاملًا في الشهر الخامس بطفلها الثاني أثناء تصوير الفيلم، ما جعل تجربتها أكثر حساسية وتأثرًا بالمحتوى الذي تؤديه ووصفت الحمل والولادة بأنهما "أعظم حدثين غيرا شخصيتي كليًا"، وأشارت إلى أن الأمومة أثرت على أدائها كممثلة، إذ أصبحت "أكثر اتصالًا بمشاعر شخصياتها وأعمق في التعبير عنها".

 

روبرت باتينسون: الأبوة ليست سهلة

شاركها في المؤتمر النجم روبرت باتينسون، الذي يؤدي دور زوجها في الفيلم تحدث باتينسون عن التحديات التي تواجه الآباء الجدد، خاصة عندما يشعرون بالعجز أمام ما تمر به شريكاتهم من تغيرات جسدية ونفسية وأكد أن دوره في الفيلم فتح عينيه على الضغوط الهائلة التي تعانيها النساء بعد الولادة، والتي غالبًا ما يتم التقليل من شأنها.

 

فيلم "Die My Love"، المبني على رواية تحمل الاسم نفسه، لا يسعى فقط لتقديم دراما أسرية، بل يعد بيانًا إنسانيًا حول الصحة النفسية للأمهات لورانس تأمل أن يسهم الفيلم في كسر الصمت حول هذا الموضوع، ويشجع الأمهات على الحديث وطلب المساعدة دون شعور بالخجل أو الضعف.

 

واختتمت لورانس تصريحاتها بالقول: "من الطبيعي ألا تكون كل لحظة بعد الولادة لحظة فرح من الطبيعي أن تتعب، أن تبكي، أن تشعري أنك تائهة هذا لا يجعلك أمًا سيئة، بل يجعلك إنسانة".

 

بحديثها الصادق، نجحت جنيفير لورانس في تسليط الضوء على موضوع بالغ الحساسية يهم ملايين النساء حول العالم. وبين الفن والواقع، ترسم لورانس من خلال "Die My Love" صورة صادقة لأمومة مليئة بالتحديات، مؤكدة أن الشجاعة لا تعني عدم السقوط، بل في القدرة على الوقوف من جديد.