أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد، صرخة مدوية تعكس حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث وصف العدوان الإسرائيلي بأنه لم يترك حجرًا على حجر ولم يرحم طفلًا أو شيخًا، مؤكدًا أن سياسة الحصار والتجويع والتدمير التي تمارسها قوات الاحتلال تمثل تحديًا صارخًا للقانون الدولي والمواثيق الإنسانية، كما شدد الرئيس السيسي على استمرار الجهود المصرية لوقف نزيف الدم، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته واتخاذ خطوات فاعلة لوضع حد لهذه الكارثة التي لم تعرف الرحمة منذ بدايتها في أكتوبر 2023
الحرب على غزة: عدوان لا يرحم الإنسان ولا الحجر
أكد الرئيس السيسي أن ما جرى في قطاع غزة خلال الأشهر الماضية هو كارثة إنسانية مكتملة الأركان، حيث أشار إلى:
-
تدمير ممنهج للبنية التحتية في القطاع
-
قتل واسع النطاق للمدنيين من أطفال وشيوخ ونساء
-
استخدام الحصار الغذائي والصحي كسلاح ضد السكان
-
نزوح ما يقارب مليوني فلسطيني داخل القطاع في ظروف مأساوية
هذا العدوان، كما وصفه السيسي، تجاوز كل حدود العقل والإنسانية، وأصبح وصمة عار في جبين المجتمع الدولي الذي يلتزم الصمت أو يكتفي بالإدانة اللفظية فقط
الضفة الغربية.. سياسة قمعية مستمرة
لم يقتصر خطاب الرئيس السيسي على غزة فقط، بل شمل أيضًا الضفة الغربية، حيث لفت إلى أن آلة الاحتلال لا تزال تمارس نفس النهج القمعي المتمثل في:
-
القتل العشوائي للفلسطينيين
-
حملات الاعتقال والتنكيل بالمدنيين
-
تدمير الممتلكات والبيوت
-
توسيع الاستيطان على حساب الأراضي الفلسطينية
ورغم كل هذا، فإن الشعب الفلسطيني لا يزال صامدًا، متمسكًا بحقه المشروع في أرضه ووطنه، رافضًا الاستسلام أو الانكسار أمام آلة الاحتلال
الدور المصري في الأزمة الفلسطينية
استعرض الرئيس عبدالفتاح السيسي الجهود المصرية المكثفة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، موضحًا أن مصر:
-
كثفت مساعيها السياسية لوقف إطلاق النار
-
عملت على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع
-
بذلت جهودًا في المفاوضات غير المباشرة بين الأطراف
-
طالبت المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، باتخاذ خطوات حاسمة وفعالة
وأكد الرئيس أن مصر، انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، ستواصل تحركاتها لتخفيف معاناة المدنيين في القطاع، مشددًا على أن وقف الحرب ورفع الحصار باتا مطلبًا ملحًا لا يحتمل التأجيل
رسالة الرئيس السيسي في قمة بغداد لم تكن فقط تعبيرًا عن موقف سياسي، بل كانت صرخة إنسانية نيابة عن الملايين من الأبرياء الذين يدفعون ثمن الصراع الدامي في غزة، وفي وقت تتقاعس فيه قوى دولية عن القيام بواجبها الأخلاقي والإنساني، تبرز مصر كصوت العقل والدعوة للسلام، وتؤكد أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولوياتها حتى ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه في أرضه ووطنه، دون تجويع أو قتل أو تهجير