منذ عدة أيام، تعرضت القاهرة الكبرى وبعض المحافظات المصرية لزلازل قوية، وأثار هذا الحدث تساؤلات عديدة بين المواطنين حول لماذا البعض يشعر بالزلزال بينما لا يشعر به الآخرون. الإجابة على هذا التساؤل جاءت في دراسة حديثة أصدرتها جامعة كاليفورنيا في بيركلي، والتي تناولت العوامل التي تؤثر على شعور الأفراد بالزلازل، وتوضح أن هناك عدة عوامل علمية وجغرافية وصحية قد تؤدي إلى اختلاف التجربة بين الأشخاص.

العوامل الجغرافية وتأثيرها على الشعور بالزلزال

لماذا يشعر البعض بالزالزال والبعض الأخر لم يشعر به، يرجع ذلك إلى العديد من العوامل، نذكر منها ما يلي:

  • الموقع الجغرافي: الأشخاص الذين يعيشون في مناطق قريبة من مركز الزلزال أو على تربة رخوة هم الأكثر عرضة للشعور بالهزة الأرضية مقارنة بمن يعيشون على صخور صلبة أو في مناطق أبعد عن مركز الزلزال، حيث تنتقل الهزات الأرضية بشكل أكبر في التربة الرخوة وقد يشعر بها الأشخاص المقيمون في هذه المناطق بشكل واضح.

  • ارتفاع المبنى ونوعه: سكان الطوابق العليا في المباني المرتفعة قد يشعرون بالهزات بشكل أكبر من السكان في الطوابق السفلى، حيث أن المباني المرتفعة تتأثر بالاهتزازات الأرضية بشكل مضاعف، مما يجعل التأثير على قاطني الطوابق العليا أكثر وضوحًا. ويشمل هذا النوع من المباني التي تستخدم مواد بناء خفيفة، مما يساهم في زيادة الاهتزاز.

تأثير الأنشطة اليومية على استشعار الزلزال

  • الأنشطة الجسدية في لحظة الزلزال: قد لا يشعر الأفراد بالهزة الأرضية إذا كانوا في حالة حركة، مثل قيادة السيارة أو استخدام أدوات كهربائية ثقيلة مثل الآلات في أماكن العمل، حيث تتداخل الحركة الناتجة عن الزلزال مع الأنشطة الجسدية التي يقوم بها الشخص، مما يجعل من الصعب على البعض ملاحظة الهزة الأرضية.

الفرق في تأثير الزلازل حسب العمق والطبيعة

  • طبيعة الزلزال وعمقه: الزلازل التي تحدث على عمق كبير تحت سطح الأرض تكون أقل قوة على السطح، ولكنها تمتد لمساحات أوسع. قد لا يشعر العديد من الناس بتلك الزلازل لأنها تؤثر بشكل أقل قوة رغم اتساع تأثيرها الجغرافي. في المقابل، الزلازل القريبة من سطح الأرض تكون أكثر شدة، ولكن تأثيرها قد يكون محدودًا على نطاق جغرافي أصغر.

العوامل النفسية والصحية التي تؤثر على شعور الأشخاص بالزلزال

  • العوامل الصحية والنفسية: هناك أشخاص يكون لديهم حساسية أعلى تجاه التغيرات البيئية بسبب عوامل صحية أو نفسية، مما يجعلهم أكثر وعيًا واستجابة للهزات الأرضية. بينما قد يمر البعض الآخر بهذه الهزات دون أن يشعروا بها، خصوصًا إذا كانوا في حالة تركيز عالٍ أو يعانون من مشكلات صحية تؤثر على استجابتهم للأحداث البيئية.

تتعدد العوامل التي تؤثر في قدرة الأشخاص على الشعور بالزلازل، وهذه العوامل تشمل الموقع الجغرافي، نوع المبنى، الأنشطة اليومية التي يقوم بها الأفراد، بالإضافة إلى العمق والطبيعة الجيولوجية للزلزال. كما أن العوامل النفسية والصحية تلعب دورًا مهمًا في استجابة الأشخاص للهزات الأرضية، مما يجعل تجربة الزلزال تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، وبالتالي فإن الشعور بالزلزال ليس تجربة موحدة للجميع.