بعد وقوع الزلازل والهزات الأرضية في بعض المناطق، يثار دائمًا تساؤل مهم بين المسلمين حول الدعاء المستحب في مثل هذه اللحظات العصيبة، في هذا السياق أفتى الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، بأن الدعاء والتضرع إلى الله في أوقات الزلازل يعد من السُنن المستحبة، مؤكداً أهمية الاستغفار والدعاء في هذه اللحظات التي تستدعي القرب من الله سبحانه وتعالى، طلبًا للسلامة والنجاة.

الدعاء عند حدوث الزلزال: التضرع والاستغفار

عند الشعور بحدوث زلزال أو هزة أرضية، يجب على المسلم أن يلتجئ إلى الله بالدعاء والتضرع، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي كان يردد دعاءً خاصًا عند حدوث الظواهر الطبيعية المخيفة، مثل الرعد والزلزال، لطلب النجاة والحماية من غضب الله وعذابه. من بين الأدعية المشهورة التي وردت في هذا السياق ما يأتي:

  • دعاء الرعد والصواعق: عن عبد الله بن عمر، عن أبيه رضي الله عنهما، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع صوت الرعد والصواعق، قال: «اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ»".

هذا الدعاء يعكس حالة من التضرع والتوسل لله بأن ينجينا من العذاب والبلاء، ويُعتبر من أهم الأدعية التي يُستحب الدعاء بها في المواقف التي يشعر فيها الإنسان بالخوف والهلع.

الدعاء المستحب عند الزلازل والهزات الأرضية

أوضح مفتي الجمهورية أنه من الأدعية المستحبة أيضًا في مثل هذه الحالات هو الدعاء الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الرياح، الذي يمكن ترديده عند الزلازل أيضًا، حيث قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ».

  • تفسير الدعاء: هذا الدعاء يعبر عن طلب خير الزلزال، من حيث أن يكون مصدرًا للخير في العالم، بينما يتجنب المسلم شره. وهو دعاء شامل للنجاة من الأضرار المحتملة بسبب الزلزال، ويظهر فيها تضرع العبد لله أن يحفظه ويبعد عنه كل شر.

الصلاة ركعتين في أوقات الشدة

من الأعمال المستحبة عند الشعور بالزلزال، هو اللجوء إلى الصلاة وخصوصًا ركعتين، حيث يُستحب أن يؤدي المسلم ركعتين في أوقات الشدة مثل الزلازل أو الكوارث الطبيعية الأخرى، تضرعًا لله تعالى لرفع البلاء والنجاة من الأخطار.

  • توضيح أهمية الصلاة: الصلاة هي أداة قوية للتقرب إلى الله، والتضرع له في أوقات الأزمات. فهي تمثل شكلاً من أشكال الإيمان والاعتماد على الله وحده، وتنمي في الشخص الشعور بالاطمئنان بأن الله هو القادر على كل شيء. وبالتالي، تكون الصلاة الركعتين في هذه اللحظات بمثابة طمأنينة نفسية ودعاء حقيقي للنجاة.

في خضم المخاوف والقلق الذي يسببه حدوث الزلازل والهزات الأرضية، يجب على المسلم أن يتذكر أن الدعاء والتضرع إلى الله هو السبيل الأفضل للاستعانة بالله وتفريج الكروب، خاصةً إذا ما اعتبرنا أن هذه الظواهر الطبيعية ليست سوى تذكير من الله سبحانه وتعالى بقدرته العظيمة. فبالتزام الدعاء، الاستغفار، وصلاة ركعتين، يستطيع المسلم أن يشعر بالأمان والطمأنينة، ويعتمد على الله في دفع البلاء ورفع الأذى.