تلقى فريق ريال مدريد الإسباني صدمة جديدة بعد خسارته المثيرة أمام غريمه الأزلي برشلونة بنتيجة 3-4، في اللقاء الذي أقيم مساء الأحد ضمن منافسات الجولة الخامسة والثلاثين من بطولة الدوري الإسباني على ملعب سانتياغو برنابيو، لتتقلص حظوظ الميرنغي في الحفاظ على اللقب، وتتزايد التحديات في الأمتار الأخيرة من الموسم.

 

الكلاسيكو يكشف عمق الأزمة الدفاعية


دخل ريال مدريد مباراة الكلاسيكو وسط ظروف صعبة للغاية على مستوى التشكيلة، حيث افتقد الفريق لعدد كبير من الركائز الأساسية في الخط الخلفي، أبرزهم إيدير ميليتاو، داني كارفخال، فيرلاند ميندي، دافيد ألابا، وأنطونيو روديغر.

 

وأثّرت هذه الغيابات بشكل كبير على التوازن الدفاعي للفريق، الذي تلقى أربعة أهداف من برشلونة في مباراة اتسمت بالإثارة والندية، لكنها أظهرت في الوقت ذاته هشاشة الدفاع المدريدي تحت الضغط.

 

الفارق يتسع وبرشلونة يقترب من الحسم


بخسارته أمام برشلونة، تجمد رصيد ريال مدريد عند 77 نقطة، بينما رفع الفريق الكتالوني رصيده إلى 84 نقطة، ليتسع الفارق إلى 7 نقاط قبل ثلاث جولات فقط على نهاية الدوري.

 

وبهذه النتيجة، باتت مهمة ريال مدريد شبه مستحيلة في الدفاع عن لقبه المحلي، خاصة أن برشلونة بات بحاجة للفوز في مباراة واحدة فقط لحسم اللقب رسميًا، مع احتمالية تعثر ريال في أي من مبارياته القادمة.

 

إصابة جديدة تضرب صفوف الميرنغي


ولم تتوقف خسائر ريال مدريد عند حدود الهزيمة وفقدان الأمل في اللقب، بل امتدت إلى الجانب الطبي، بعد أن أعلن النادي الملكي في بيان رسمي صباح الإثنين عن إصابة الثنائي فينيسيوس جونيور ولوكاس فاسكيز عقب الكلاسيكو.

 

وأكد البيان أن لوكاس فاسكيز يعاني من إصابة عضلية في الفخذ الأيسر، وسيخضع لمزيد من الفحوصات الطبية لتحديد درجة الإصابة وفترة غيابه، مما يعني احتمالية غيابه عن الجولات الثلاث المتبقية من الدوري.

 

أما النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي يعد أحد أبرز عناصر الفريق هذا الموسم، فقد تعرض لإصابة في كاحل القدم اليسرى، وسط حالة من الغموض بشأن مدة غيابه، ما يثير القلق بشأن مشاركته في مواجهة ريال مايوركا المقبلة، وربما حتى في نهائي دوري أبطال أوروبا المنتظر في حال تأهل الفريق.

 

مواجهة صعبة أمام ريال مايوركا


بات ريال مدريد مهددًا بفقدان خدمات فاسكيز وفينيسيوس في مواجهة ريال مايوركا مساء الأربعاء، ضمن الجولة السادسة والثلاثين من الليغا، وهي مباراة حاسمة في ظل الضغط الواقع على الفريق للحفاظ على وصافة الترتيب على الأقل، خاصة في ظل المنافسة القوية مع جيرونا وأتلتيكو مدريد.

 

وتأتي هذه المواجهة في وقت حساس للفريق الملكي الذي يعاني من غيابات مؤثرة ونقص في البدائل، ما يجعل مدرب الفريق كارلو أنشيلوتي أمام تحدٍّ كبير لإعادة ترتيب الصفوف والعودة بسرعة إلى سكة الانتصارات.

 

هل يدفع ريال مدريد ثمن سياسة التدوير؟


يتساءل المتابعون إن كان ريال مدريد قد دفع ثمنًا باهظًا لسياسة التدوير التي اعتمدها أنشيلوتي في مراحل معينة من الموسم، خاصة في ظل تعرض عدد كبير من اللاعبين للإصابات العضلية، وهو ما ظهر جليًا في النصف الثاني من الموسم، الذي شهد تراجعًا في الأداء وخسائر مؤثرة في الدوري.

 

كما أن الاعتماد المكثف على بعض اللاعبين، مثل فينيسيوس وجود بيلينغهام وكروس ومودريتش، دون منحهم فترات راحة كافية، قد يكون ساهم في زيادة الإجهاد البدني للفريق، خصوصًا مع ضغط المباريات في الدوري المحلي ودوري الأبطال.

 

الأنظار تتجه نحو دوري أبطال أوروبا


رغم تقلص فرص الفوز بالدوري، لا تزال جماهير ريال مدريد تأمل في تعويض خيبة الليغا من خلال بطولة دوري أبطال أوروبا، التي يمثل فيها الفريق أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب، خاصة مع الأداء القوي الذي قدّمه في المراحل الإقصائية.

 

وتبقى حالة فينيسيوس محل ترقب كبير، إذ أن غيابه عن النهائي الأوروبي المحتمل قد يُربك حسابات أنشيلوتي ويضعف القوة الهجومية للفريق، الذي يعتمد كثيرًا على تحركاته ومراوغاته في الأطراف.


الهزيمة أمام برشلونة لم تكن مجرد خسارة ثلاث نقاط، بل كانت بمثابة جرس إنذار لريال مدريد بأن الموسم بات على المحك، في ظل الغيابات المتواصلة وتراجع الحظوظ المحلية. ومع إصابة لاعبين بارزين كفينيسيوس وفاسكيز، تتزايد التحديات أمام أنشيلوتي في الجولات القادمة، لكن يبقى الأمل قائمًا في إنقاذ الموسم من بوابة دوري الأبطال.