واصل فريق الأهلي المصري لكرة اليد عروضه القوية ونجح في التأهل إلى نهائي بطولة كأس السوبر الإفريقي بعد فوزٍ ثمين على غريمه التقليدي الزمالك بنتيجة 31-26، في اللقاء الذي جمع الفريقين مساء اليوم الاثنين على صالة الأمير عبد الله الفيصل بمقر النادي الأهلي في القاهرة.
دخل الأهلي المباراة بعزيمة واضحة لفرض كلمته مبكرًا، وهو ما تحقق مع انطلاق الشوط الأول، حيث تفوق الفريق الأحمر أداءً ونتيجة، مستفيدًا من تألق النجم الدولي علي زين، الذي يشارك مع الفريق على سبيل الإعارة خلال البطولة الإفريقية.
وفرض الأهلي سيطرته على مجريات الشوط الأول وسط ارتباك واضح من لاعبي الزمالك في التنظيم الدفاعي والهجومي، لينتهي الشوط بتقدم أصحاب الأرض بنتيجة 15-12، في ظل أجواء حماسية بين الجماهير الحاضرة في المدرجات.
علي زين يتألق وحميد يخطف الأنظار
قدّم علي زين مستوى رائعًا، حيث لعب دورًا حاسمًا في بناء الهجمات السريعة، وظهر بخبرة واضحة في التعامل مع الكرات الصعبة واللحظات الحرجة، ما أتاح للأهلي توسيع الفارق في الشوط الثاني.
لكن نجم اللقاء الحقيقي كان عبد الرحمن حميد، حارس مرمى الأهلي، الذي تصدى لعدة كرات محققة على مدار اللقاء، وخاصة في النصف الثاني، لينال عن جدارة واستحقاق جائزة أفضل لاعب في المباراة بعد مساهمته الكبيرة في فوز فريقه.
تفوق متكرر على الزمالك هذا الموسم
يبدو أن الأهلي قد فرض هيمنته هذا الموسم على مواجهاته ضد الزمالك في جميع بطولات كرة اليد، إذ أن هذا الفوز يأتي بعد تتويجه بلقب الدوري المصري على حساب الفارس الأبيض، بالإضافة إلى نهائي كأس مصر الذي فاز به الأهلي أيضًا.
وبهذا الانتصار، يؤكد الفريق الأحمر تفوقه الكامل على غريمه في الموسم المحلي والإفريقي، في مشهد يعكس تطور أداء الفريق تحت قيادة مدربه الدنماركي ستيفان مادسن.
الأهلي إلى النهائي لمواجهة الترجي التونسي
بفوزه في نصف النهائي، ضرب الأهلي موعدًا ناريًا مع الترجي التونسي في نهائي البطولة الإفريقية، بعد أن نجح الفريق التونسي في التغلب على منتدى درب السلطان المغربي بنتيجة 31-24 في نصف النهائي الآخر.
وتُقام المباراة النهائية يوم الثلاثاء، في مواجهة قوية تجمع اثنين من كبار القارة الإفريقية في كرة اليد، حيث يسعى كل فريق للتتويج باللقب القاري، الذي يؤهله لتمثيل إفريقيا في بطولة العالم للأندية (سوبر غلوب).
الترجي.. خصم عنيد بتطلعات قارية
يدخل الترجي الرياضي التونسي المواجهة النهائية بثقة كبيرة، بعد أن قدّم أداءً مميزًا في نصف النهائي، حيث ظهر بتركيز دفاعي عالٍ وقدرات هجومية كبيرة، مكنته من فرض سيطرته أمام الفريق المغربي.
ويمتلك الترجي في صفوفه مجموعة من أبرز لاعبي تونس، إضافة إلى جهاز فني مميز يسعى إلى إعادة الفريق لمنصات التتويج الإفريقية، خاصة بعد غياب عن اللقب منذ فترة.
تاريخ حافل للمواجهات بين الأهلي والترجي
تاريخيًا، تُعد مباريات الأهلي والترجي في كرة اليد قمة إفريقية بامتياز، بالنظر إلى ما يملكه كلا الفريقين من بطولات وخبرات قارية. وقد التقى الفريقان في مناسبات عديدة على صعيد البطولات الإفريقية، كان آخرها في بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري، حيث تقاسما الانتصارات في مناسبات سابقة.
لكن هذه المواجهة تحديدًا تختلف في الأهمية، كونها تحدد بطل القارة، وتمنح فرصة المشاركة في بطولة عالمية مرموقة، وهو ما يضيف طابعًا خاصًا وقيمة كبرى للمباراة المنتظرة.
يدخل الأهلي اللقاء بطموح واضح في تحقيق لقب السوبر الإفريقي وإضافة إنجاز جديد لسجله الحافل، بالإضافة إلى الرغبة في العودة مجددًا للمشاركة في سوبر غلوب، البطولة العالمية التي اعتاد الفريق التواجد فيها خلال السنوات الأخيرة.
أما الترجي، فيسعى لتحقيق عودة قوية لمنصة التتويج القارية، والمنافسة العالمية في سوبر غلوب، مما يضمن تحفيزًا كبيرًا للفريق التونسي لتقديم كل ما لديه في النهائي.
فوز الأهلي على الزمالك في مباراة السوبر الإفريقي لكرة اليد لم يكن مجرد انتصار في مواجهة قمة تقليدية، بل هو تأكيد على الهيمنة الحمراء هذا الموسم محليًا وإفريقيًا، ورسالة بأن الفريق يسير بخطى ثابتة نحو مزيد من الإنجازات.
ومع اقتراب المواجهة المرتقبة أمام الترجي التونسي، تتجه الأنظار إلى نهائي ناري يُنتظر أن يكون على قدر التوقعات، في بطولة تزداد إثارتها عامًا بعد عام، وتُبرز تطور مستوى كرة اليد الإفريقية بشكل لافت.