سجلت المستشفيات الحكومية في العاصمة الأردنية عمان خلال الاسبوع الماضي ارتفاعا حادا في اعداد المصابين بأعراض شبيهة بالانفلونزا مع تأكيد هيئة الصحة العامة اكتشاف حالات ايجابية لسلالة H5N3 للمرة الاولى محليا مما دفع السلطات الى اعلان حالة التأهب القصوى وتفعيل غرف العزل المؤقتة في مستشفى البشير ومستشفى عمان الجامعي وسط تنسيق مع منظمة الصحة العالمية لتوفير مجموعات الاختبار السريع وتدريب الطواقم الطبية على الاجراءات الاحترازية المطلوبة، وبحسب تصريحات وزارة الصحة فقد بلغ عدد الحالات المؤكدة اكثر من خمسين حالة معظمهم من العاملين في مزارع الدواجن ما يجدد المخاوف من انتقال العدوى بين الثروة الحيوانية والبشر خاصة مع نقص الكمامات الواقية في بعض المراكز الصحية الريفية التي تشهد اقبالا متزايدا في ظل ارتفاع نسبة الاصابات
مدن مصرية تسجل اصابات منفصلة وتستعد لتفادي الانتشار الواسع
لم يقتصر التفشي على الاردن فحسب بل وصلت التقارير الاولية الى ثلاثة اوساط مصرية هي محافظة الفيوم ومحافظة الاسماعيلية فضلا عن العاصمة القاهرة حيث اكدت ادارة مستشفى حميات الغردقة استقبال عدد محدود من الحالات المشتبه بها قبل اخضاعها للتحليل الجيني وقد اشار مصدر مسؤول في وزارة الصحة المصرية الى ان المصابين جميعهم تعاملوا مع دواجن مصابة في الاسواق غير المرخصة مما يعيد تسليط الضوء على نقطة ضعف اعمال التفتيش البيطري وضرورة تفعيل حملات الاغلاق الفوري للمزارع غير المطابقة للمواصفات ومنع تداول انتاجها داخل الاسواق المفتوحة الى جانب حملة ارشادية مكثفة لتوعية المزارعين بالعواقب الصحية
تعاون عربي ودولي لمحاصرة الوباء وعزل البؤر المصابة
سرعان ما شكلت لجنة عربية طبية مشتركة بين الاردن ومصر والبحرين والكويت بحثت تجارب بلدان اوروبية في مكافحة التفشيات السابقة بينما اعلنت منظمة الصحة العالمية عن ارسال خبراء وبحثين الى المناطق المستهدفة لمراقبة سلوك الفيروس وتقدير معدل انتشاره ودراسة امكانية تطوير لقاح خاص بالسلالة الجديدة قبل نهاية الفصل الصيفي وتحدث امين عام اللجنة العربية لادارة الازمات عن خطط تنسيق اخلاءات طارئة للمناطق ذات الكثافة السكانية العالية حال زيادة معدل الاصابات مع تعزيز حماية العاملين في القطاع الصحي ورفع نسبة التغطية بالتطعيم ضد انفلونزا الطيور التقليدية للحد من مخاطر التحول
انعكاسات اقتصادية وسياحية تهدد موارد الدول المتضررة
الى جانب المخاوف الصحية بدأ المستثمرون في قطاع الدواجن بشكوى علنية من تضرر اعمالهم مع انخفاض الطلب محليا وتصديريا مما ينعكس سلبا على اسعار البيض ولحم الدواجن على مستوى الاسواق العربية فيما اعلنت بعض الفنادق في شرم الشيخ ودهب عن تراجع الحجوزات الخارجية بسبب مخاوف السياح من الانتقال الجوي للفيروس بالرغم من نفي وزارة السياحة المصرية لتاثيره على النشاط السياحي مؤكدة سلامة المنتج المحلي وقد دعا الاتحاد العربي للتجارة الى دعم مزارعي الدواجن بمنح قروض ميسرة وتمويل حملات التطهير وتعقيم المزارع للحيلولة دون انهيار القطاع
نداءات عاجلة لتعزيز الانظمة الصحية والرقابة البيطرية
دعا خبراء في الصحة العامة الى اقرار نظام مراقبة الكتروني للقطعان الداجنة وربط المزارع بمراكز التحليل لتحديد مواقع البؤر فوريا الى جانب اتفاقيات ثنائية بين الدول العربية لتبادل البيانات الحيوانية والصحية بشكل فوري وتفعيل دور الصندوق العربي للطوارئ الصحية لدعم الخطط الوطنية لمواجهة انتشار الفيروس كما شدد ائتلاف من المنظمات الاغاثية على ضرورة تأمين الاطفال وكبار السن بمعدات الوقاية الفردية وتوزيع الادوية المضادة للانفلونزا على المجتمعات القروية حيث ضعف البنية التحتية الصحية مطالبين بعقد قمة طارئة في بيروت تضم وزراء الصحة والزراعة لبحث سبل التصدي للوباء قبل تحوله الى أزمة تفوق السيطرة.