شهدت سماء دول الخليج في الساعات الأولى من يوم الأحد عاصفة رملية عملاقة اجتاحت المناطق الساحلية والداخلية على حد سواء مسجلة أرقاماً قياسية في سرعة الرياح التي تجاوزت ٩٠ كيلومتراً في الساعة في بعض المدن مما دفع محطات الأرصاد الجوية الى رفع حالة التأهب الى الدرجة القصوى وسط انخفاض حاد في مدى الرؤية الأفقية الذي لم يتعدى المئة متر في بعض المناطق الساحلية مع تدهور خطير في جودة الهواء وصل الى مستويات تصنف قطاعاً من الجمهورية بالتعرض لخطر صحي حقيقي وتوزعت الجسيمات الدقيقة بكثافة في الأجواء ضاربةً أرقاماً غير مسبوقة دفعت المجتمع المدني للنداء بوقف الأنشطة الخارجية حفاظاً على سلامة السكان.

 

المطارات تهدد بتعليق الرحلات والجسور تتحول الى ممرات خفية


مع اشتداد العاصفة الرملية أصدرت عدة مطارات تحذيرات عاجلة لركاب الرحلات الداخلية والدولية مطالبةً شركات الطيران بإلغاء أو تأجيل الإقلاع والهبوط حتى تحسن ظروف الأجواء بينما شنّ مطار دبي عملية تفقد شاملة للأقسام الأرضية والأجهزة بالرغم من الجهود المكثفة فان الرؤية انخفضت الى حدود وصفها خبراء الملاحة الجوية بالخطرة مهددةً سلامة الطائرات ما اضطرّ سلطات المطار الى تعليق العمل في مدرج واحد واختصار عمل المدرجين الاخرين الى الحد الأدنى وتسببت الأتربة في حجب لوحات الارشاد الخاصة على الجسور التي تربط المحاور الرئيسية لتبدو كممرات خفية يعجز السائقون عن تحديد مداها مما عرف بظاهرة الدوار الرملي بين الشاحنات والمركبات الخفيفة

 

المستشفيات تستعد لاستقبال حالات الاختناق والامراض التنفسية


في المشهد نفسه سارعت أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية والخاصة في القاهرة والرياض وابوظبي الى تفعيل غرف العزل المؤقتة وتركيب فلاتر متطورة للقاعات الرئيسية وصولاً الى زيادة عدد الأسرة المخصصة لحالات الاختناق الشعبي والأزمات التنفسية الحادة بينما كشف مسؤولو القطاع الصحي عن دفعات جديدة من ادوية موسعات الشعب الهوائية ومضادات الالتهاب التي ستصل لاحقاً الى المراكز الصحية الريفية بعد تفعيل بروتوكول الاستجابة السريعة وأوضحت وزارة الصحة السعودية في بيان قصير أن وحدات الطوارئ على أهبة الاستعداد لاستقبال ارتفاع مفاجئ في معدلات الحضور للمرضى الذين يعانون من أعراض ضيق التنفس الحاد

 

مواقع التواصل تشتعل بمقاطع فيديو وأصوات المواطنين


لم تكد ساعات تعد من بدء العاصفة حتى امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو مصورة من داخل السيارات والأحياء السكنية ترصد سرعة الرياح وهي تقتلع الاشجار الصغيرة وتدفع السيارات جانبياً فيما تنذر انفجارات رملية صغيرة بأضرار اضافية على البنى التحتية وشارك المواطنون تسجيلات صوتية لصفارات الإنذار الخاصة بالدفاع المدني في البحرين بينما تداول متابعون صوراً لصوامع القمح في منطقة الشرقية السعودية وقد غطتها كميات هائلة من الاتربة وأطلق نشطاء هاشتاج بعنوان العاصفة الكبرى ٢٠٢٥ للمطالبة بتوثيق حجم الخسائر ودق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان وانهالت التعليقات التي تشدد على ضرورة رفع مستوى الوعي المجتمعي بتداعيات التغير المناخي وتأثيره المباشر على سلامة المواطن

 

دعوات عاجلة لتعزيز اجراءات الطوارئ وحماية الصحة العامة


في ختام اليوم نفسه اجتمعت اللجان الوزارية المختصة بمتابعة آثار العاصفة الرملية بينها لجان النقل والصحة والبيئة لدراسة الأسباب التي أدت الى تفاقم الحدث ومدى جاهزية المرافق الحكومية لمواجهته واقترحت الجهات المعنية تركيب المزيد من محطات الرصد الآلي وتوسيع شبكة كاميرات المراقبة الجوية وتعزيز حملات توزيع الكمامات الواقية على الطرق الرئيسية واجتماعات طارئة دعت الى اعتماد خطط تعطيل جزئي للعمل في المؤسسات والمدارس عند وصول مؤشرات جودة الهواء الى مستويات خطرة مع تخصيص أرقام ساخنة لاستقبال الشكاوى والتبليغات الفورية من المواطنين حفاظاً على ترابط منظومة الطوارئ وحماية الصحة العامة.