شهدت فترة الانتقالات الشتوية الماضية قرارًا حاسمًا من المدرب الألماني هانز فليك، تمثل في رفض التخلي عن المدافع إريك غارسيا رغم العروض المغرية التي تلقاها اللاعب من أندية عدة داخل وخارج إسبانيا، قرار الإبقاء عليه، والذي أثار وقتها بعض التساؤلات، تحول لاحقًا إلى أحد أنجح الخطوات التي اتخذتها إدارة برشلونة خلال الموسم.

 

إريك غارسيا، الذي بدأ الموسم على مقاعد البدلاء، استغل إصابة زميله جول كوندي ليُثبت جدارته في مركز الظهير الأيمن، وهو المركز الذي لم يكن معتادًا عليه.

 

لكن اللاعب أظهر مرونة تكتيكية كبيرة، وتأقلم بسرعة مع متطلبات المركز، ما جعله أحد أبرز مفاتيح اللعب في الخط الخلفي للبلوغرانا خلال الأسابيع الأخيرة.

 

لم يكتفي غارسيا بتأدية الأدوار الدفاعية المطلوبة منه، بل برز بشكل لافت في الجانب الهجومي أيضًا.

 

سجل أهدافًا حاسمة في مباريات مهمة، كما ساهم في بناء الهجمات وتوزيع الكرة من الخلف بثقة كبيرة.

 

هذا الأداء المتكامل أكسبه ثقة الجهاز الفني، وجعل المدرب فليك يعتبره ورقة رابحة في ظل ازدحام الجدول وقرب الحسم في صراع الدوري.

 

المدرب الألماني هانز فليك أشاد مرارًا في تصريحاته بالاحترافية العالية التي أظهرها غارسيا، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي أحاطت بالفريق من إصابات وتراجع في بعض المراكز.

 

وأوضح هانز أن اللاعب يمتلك عقلية تنافسية قوية، مكنته من الانسجام مع الفريق في أوقات حرجة، ما جعله لا يفكر أبدًا في التفريط فيه.

 

من جهة أخرى، تنظر إدارة برشلونة إلى بقاء غارسيا من زاوية أخرى، معتبرة أن قرار الإبقاء عليه لم يكن مجرد اختيار فني، بل استثمار ذكي في لاعب شاب تطور بشكل كبير على المستويين الفردي والجماعي.

 

فالقيمة السوقية لغارسيا ارتفعت بعد الأداء المميز الذي قدمه، كما أصبح يمثل خيارًا متعدد الاستخدامات يمكن الاستفادة منه في عدة مراكز.

 

الجماهير الكتالونية بدورها بدأت تُقدّر ما يقدمه اللاعب، الذي تحوّل من اسم هامشي في قائمة الفريق إلى ركيزة أساسية في منظومة فليك.

 

ومع اقتراب نهاية الموسم، يبرز غارسيا كأحد أبرز العوامل التي ساهمت في استقرار الأداء الدفاعي للفريق، وفي الحفاظ على آمال التتويج بلقب الليغا.

 

مستقبل إريك غارسيا مع برشلونة يبدو واعدًا أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل السياسة الجديدة للنادي التي تقوم على تطوير اللاعبين الشباب ومنحهم الفرصة للتألق.

 

وبفضل قرارات فنية حاسمة من فليك، يبدو أن برشلونة قد ضمن عنصرًا موثوقًا في خطه الخلفي لسنوات مقبلة، دون الحاجة إلى الإنفاق الكبير في سوق الانتقالات.