يواجه ريال مدريد هذا الموسم إحدى أبرز الأزمات الفنية التي أثرت بشكل مباشر على نتائجه، والمتمثلة في فقدان السيطرة خلال مجريات المباريات، حتى في اللحظات التي يتقدم فيها الفريق بالنتيجة.

 

هذا الخلل التكتيكي والسلوكي ظهر بوضوح في عشر مناسبات حاسمة منذ بداية الموسم، مما أثار القلق داخل الجهاز الفني وبين اللاعبين أنفسهم.

 

في هذا السياق، تحدث فيدريكو فالفيردي، القائد الرابع في الفريق، بصراحة عن هذه الأزمة، مؤكدًا أن حالات فقدان التركيز التي يعاني منها الريال أصبحت غير مقبولة على الإطلاق، خاصة عندما يتعلق الأمر بمباريات حاسمة في الدوري الإسباني.

 

فالفيردي شدد على أن التقدم في النتيجة لا يعني نهاية المباراة، وأن الفريق مطالب بالحفاظ على ثباته الذهني والسيطرة حتى إطلاق صافرة النهاية.

 

ريال مدريد، رغم تصدره للمشهد في عدة فترات من الموسم، إلا أن فقدانه للسيطرة كلفه نقاطًا ثمينة، وجعل مهمته في المنافسة على الألقاب أكثر تعقيدًا.

 

ففي عدة لقاءات، بدا الفريق في طريقه لتحقيق الفوز، لكنه تعثر في اللحظات الأخيرة بسبب تراجع التركيز، سواء على المستوى الدفاعي أو في إدارة المباراة بشكل عام.

 

وأكد فالفيردي أن المدرب كارلو أنشيلوتي يعمل بجد مع اللاعبين لتدارك هذه النقطة، مشيرًا إلى أن التركيز الذهني يجب أن يكون بنفس أهمية الجوانب البدنية والتكتيكية.

 

وأضاف أن الفريق يمتلك الجودة والقدرة على التفوق، لكن غياب الانضباط في بعض الأوقات يؤدي إلى نتائج مخيبة، حتى في المباريات التي يبدو فيها الريال هو الطرف الأفضل.

 

وبينما يستعد الفريق لمواجهة الكلاسيكو المرتقبة أمام برشلونة على ملعب مونتجويك، شدد فالفيردي على أن هذه المباراة تتطلب أقصى درجات التركيز والانضباط.

 

وأوضح أن الفوز في هذه المواجهة لن يكون فقط بتفوق فني، بل أيضاً بإظهار شخصية قوية، خاصة أن لقاءات الكلاسيكو لا تحتمل الأخطاء أو التهاون.

 

وتأتي تصريحات فالفيردي كنوع من التحذير المبكر للفريق، خصوصًا مع اقتراب المرحلة الحاسمة من الموسم.

 

فريال مدريد لا يمكنه تحمل مزيد من التعثرات إذا ما أراد الظفر بلقب الليغا أو مواصلة المشوار الأوروبي بقوة.

 

من جهة أخرى، يرى المتابعون أن ريال مدريد يمر بمرحلة انتقالية على مستوى التوازن بين الأجيال، ما يتطلب ضبطًا أكبر داخل الملعب واستثمار الخبرات بشكل أفضل.

 

كما أن الضغط الجماهيري والإعلامي المستمر يزيد من أهمية معالجة هذه المشكلات في أقرب وقت ممكن.

 

الكلاسيكو القادم سيكون اختبارًا حقيقيًا لمدى استفادة الفريق من دروس الماضي القريب، وفرصة لإثبات أن ريال مدريد قادر على التحكم بمسار المباريات من البداية حتى النهاية، دون أن يسمح لفقدان التركيز بإهدار مجهود فريق كامل.