تواجه الكرة الإسبانية أزمة حقيقية مع تهديد موظفي شركة "ميديابرو" الجهة المسؤولة عن إنتاج المباريات ونقلها تلفزيونيًا بالدخول في إضراب، ما يضع الجولات الثلاث الأخيرة من الدوري الإسباني الليجا في مهب الريح من حيث التغطية الإعلامية.

 

هذا التهديد قد يؤدي إلى ما يشبه "تعتيمًا تلفزيونيًا"، في توقيت حساس تشهد فيه المسابقة صراعًا محتدمًا على اللقب، والمقاعد الأوروبية، والنجاة من الهبوط.

 

رابطة الليغا حاولت طمأنة جماهير الكرة الإسبانية الليجا والعالمية، حيث أكدت في بيان رسمي أنها تتعامل مع الوضع "بهدوء" وأن المباريات ستُبث في موعدها.

 

كما شددت على أنها تمتلك خططًا بديلة تضمن استمرار التغطية التلفزيونية وعدم تأثر المشاهدين أو الجهات المستفيدة من الحقوق.

 

ومع ذلك، فإن القلق يتزايد داخل أروقة الأندية، وعلى رأسها نادي برشلونة الذي يعتمد بشكل كبير على إيرادات حقوق البث التلفزيوني.

 

تشير التقارير إلى أن هذه الحقوق تمثل ما نسبته 16% من إجمالي دخل النادي الكتالوني، مما يجعل أي انقطاع أو تأخير في البث تهديدًا مباشرًا لاستقراره المالي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية المعقدة التي يمر بها في السنوات الأخيرة.

 

برشلونة ليس وحده من سيعاني في حال حدوث تعتيم تلفزيوني، بل إن الأندية الإسبانية كافة، الكبيرة منها والصغيرة، تعتمد على تلك الحقوق كأحد أهم مصادر التمويل، سواء لتغطية الرواتب أو لتسيير الأعمال اليومية أو حتى لعقد صفقات جديدة استعدادًا للموسم المقبل.

 

وتعود جذور الأزمة إلى الخلافات بين العاملين في "ميديابرو" وإدارة الشركة، حول ظروف العمل والرواتب.

 

وبينما لا تزال المفاوضات جارية في محاولة لتفادي الإضراب، إلا أن احتمالية تنفيذه تبقى قائمة، مما يضع الكرة الإسبانية أمام احتمال غير مسبوق في السنوات الأخيرة.

 

كما أن توقف البث لا يُهدد فقط الجانب المالي، بل قد تكون له تبعات تسويقية ورياضية ضخمة، خصوصًا مع تزايد اعتماد الأندية على السوق العالمية ومبيعات التذاكر الموسمية الرقمية، التي تعتمد بشكل كبير على الوصول الإعلامي إلى جماهيرها عبر العالم.

 

من جانب آخر، سيؤثر أي انقطاع في البث على المتابعين من خارج إسبانيا، الذين يتابعون الليغا بشكل أسبوعي، ما قد يُضعف من جاذبية البطولة على المدى المتوسط، ويجعل من التفاوض المستقبلي حول حقوق البث أكثر صعوبة.

 

المشهد لا يزال ضبابيًا، لكن المؤكد أن الأيام القادمة ستكون حاسمة، سواء بالنسبة لمصير التغطية التلفزيونية أو للوضع المالي لعدد من الأندية، وعلى رأسها برشلونة، الذي لا يحتمل أي هزات إضافية في ميزانيته.