وقع صباح امس حادث تصادم عنيف بين شاحنة نقل ثقيل وأتوبيس ركاب صغير على الطريق الدائري الأوسطي بالقرب من تقاطع مدينة ١٥ مايو، حيث كانت الشاحنة تسير بسرعة كبيرة وفقد سائقها السيطرة أثناء محاولة تفادي سيارة أخرى، مما أدى إلى انحرافها واصطدامها المباشر بالأتوبيس، وأسفر الحادث عن انقلاب المركبتين وسقوط الأتوبيس في إحدى الحفر الجانبية، مما تسبب في تعطل الحركة المرورية بشكل كامل لساعات، وهرعت سيارات الإسعاف والحماية المدنية إلى الموقع فور تلقي البلاغ من شهود العيان.

 

أعداد المصابين واستجابة الطوارئ


أعلنت هيئة الإسعاف عن نقل ١٤ مصابًا إلى مستشفيات حلوان والمعادي، تتراوح إصاباتهم بين كسور وارتجاجات وجروح قطعية، بينما تم إسعاف ٤ آخرين في موقع الحادث بعد تلقي العلاج اللازم، وأكدت وزارة الصحة أنها دفعت بخمس سيارات إسعاف مجهزة بالكامل للتعامل مع الحالات، كما تم تفعيل خطة الطوارئ في مستشفيات المنطقة لاستقبال المصابين وتقديم الرعاية الفورية، في حين باشرت النيابة العامة تحقيقًا عاجلًا في الحادث للاستماع إلى أقوال المصابين ومعاينة موقع التصادم.

 

أسباب أولية ومخالفات جسيمة


أشارت التحريات الأولية إلى أن الشاحنة كانت تحمل حمولة زائدة وتتحرك بسرعة تتجاوز المسموح بها، كما تبين من كاميرات المراقبة أن السائق لم يلتزم بالحارة المخصصة له وانحرف بشكل مفاجئ، وقد وُجد داخل المركبة جهاز تسجيل بيانات يُظهر تجاوز السرعة بشكل متكرر في الساعات الأخيرة، فيما تم التحفظ على سائق الشاحنة تحت حراسة أمنية مشددة داخل المستشفى لحين تماثله للشفاء وخضوعه للتحقيق، وتبيّن كذلك أن الأتوبيس كان يقل عددًا من العمال في طريقهم إلى أحد المصانع القريبة.

 

ردود الفعل ومطالبات بالتحرك


شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة غضب واسعة بعد تداول فيديوهات للحادث تُظهر عنف الاصطدام وسقوط الركاب، وطالب المواطنون بإعادة النظر في إجراءات تنظيم سير الشاحنات على الطرق السريعة، وناشد البعض بتخصيص أوقات معينة لسير النقل الثقيل لتقليل فرص التصادم مع المركبات الصغيرة، كما أعرب عدد من الإعلاميين عن استيائهم من غياب الرقابة الفعلية على الشاحنات المخالفة، داعين الجهات المسؤولة إلى فرض غرامات فورية على أي سائق يهدد حياة المواطنين بسبب الإهمال أو التهور.

 

تحركات حكومية وإجراءات عاجلة


أعلنت وزارة النقل بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور عن إطلاق حملة مكبرة لرصد مخالفات النقل الثقيل على الطرق الدائرية، كما شددت على ضرورة الالتزام بتحديد السرعات والحمولات، ووجّه وزير النقل بتكثيف وجود الدوريات المرورية في فترات الذروة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث، فيما بدأت لجنة فنية من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بفحص البنية التحتية للطريق الدائري الأوسطي بعد تسجيل عدة حوادث متكررة في نفس المنطقة خلال الشهور الأخيرة، وأكدت الوزارة أنها بصدد إنشاء نقاط طبية ثابتة للطوارئ كل عشرة كيلومترات على الطرق السريعة.